Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيضاح الجهة حين نعبث باللغة..!

إيضاح الجهة حين نعبث باللغة..!

لا يُمكن أن يُحاكم المَرء إلَّا مِن خِلال لُغَتهِ وأفكَارهِ، وألفَاظهِ ومُفرداتهِ، ويَجب أن تَكون هَذه المُفردَات وتِلك الكَلِمَات عَاكسَة للمَرء، وكَاشفة حَقيقة نَفسه، وصِدق حسّه..!

A A

لا يُمكن أن يُحاكم المَرء إلَّا مِن خِلال لُغَتهِ وأفكَارهِ، وألفَاظهِ ومُفرداتهِ، ويَجب أن تَكون هَذه المُفردَات وتِلك الكَلِمَات عَاكسَة للمَرء، وكَاشفة حَقيقة نَفسه، وصِدق حسّه..!
إنَّ مَن يَقرأ الشّعر الجَاهلي، ويَتأمَّل النّثر العَربي، يُدرك أنَّ المَرء مَخبوءٌ تَحتَ لسَانه، ومَزروعٌ خَلف مُفرداته، لذلك مَتى مَا قَال كَلِمَة؛ فهو يَعنيها ويَقصدها بكُلِّ جَوارحه، هَذا مَا كَان مِن شَأن السَّابقين، الصَّادقين بمُفرداتهم، والمُؤمنين بكَلِمَاتهم..!
أمَّا في عَصرنا الحَاضِر، فوَجدنَا أُنَاسًا يُجمِّلون قُبحهم؛ بتَزيين مُفرداتهم، ويَسترون سَوءاتهم؛ بلطيفِ كَلِمَاتهم، ومَن يَتتبَّع الكَلِمَات التي يَكتبها البَعض؛ في مَواقع التَّواصُل الاجتمَاعي؛ كـ »الفِيس بوك وتَويتر»، يَجد المُبالغة في الرُّومانسيّة، التي تَدلُّ عَلى المُبالَغَة غَير المَحمودة، فمَثلًا يَقول أحدُهم: تُصبحون عَلى الجَمَال، وتَحلمون بأحلامٍ كُلّها كَمَال، وتَرفلون بأثوابِ العِز والدَّلال..!
ويَقول آخَر: إذَا صَفعني أحدُهم عَلى خدِّي الأيمَن سأُسَامحه، وسأُعطيه خَدِّي الأيسَر ليَصفعه..!
ويَقول ثَالث: مَا أجمَل صَفاء النَّفس حِين تُعانق نَقاء الأُفق، وتَتطلَّع إلى روح الحُبّ؛ المُشرئبّة مِن تَلافيف السَّعادة، والمُنطوية خَلف سنين الأمَل، وكُلّ عَام وأنتُم بحُبّ..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، إنَّنا مُقبلون عَلى شَهرٍ عَظيم، ألا وهو رَمضان الكَريم؛ التي تَكثر فِيه رَسائل التَّهاني والتَّبريكَات، لذَا مِن هَذا المنبَر أُخاطبكم وأُوصيكم وأقول: اتّقوا الله في رَسائلكم، ولا تُبالغوا في المُفردَات، وتُضخّموا الكَلِمَات، فخَيرُ الكَلامِ مَا قَلَّ ودَلّ، لا مَا كَثُر وأضَلّ، فإيّاكم إيّاكم أن تَكونوا مِن المُكثرين المُضلِّين، بَل كُونوا مِن المُقلِّين المُقتَصِدِين..!!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store