ثقافة الديمقراطية..!

المتتبع عن كثب للحالة الحزبية في بعض الدول العربية بعد اجتياح مايسمى بالربيع العربي لهذه الدول يجد أن ثقافة العمل الحزبي مازالت في مرحلتها الأولى ولم تتقدم قيد أنملة؛ والاستدلال على ذلك سهل جدا إذ يكفي مانراه يوميا على شاشات الفضائيات الإخبارية من صراعات حامية الوطيس بين رموز الأحزاب وممثليها سواء من يعمل منهم في المجالس البرلمانية أو من ينتمي إلى الحكومات!
ففي ليبيا على سبيل المثال يلف الشك والغموض الحالة السياسية بعد سقوط الطاغية معمر القذافي، وفي اليمن حراك حزبي بطيء وغير مفهوم أبدا، وفي تونس تهدأ الأوضاع تارة وأخرى يتأجج الصراع برائحة حزبية وضيقة الأهداف. وفي اعتقادي أن غياب ثقافة العمل الديمقراطي هي السائدة على أجواء الحراك الحزبي في تلك الدول التي تسعى إلى الخلاص من ماضٍ حزين ومؤلم على الجانبين السياسي والاجتماعي مما عطل مسيرة التنمية والتقدم.
وبصراحة أكثر،فإن مثقفي بعض الدول العربية يصدمك حين يتحدث عن رؤيته الديمقراطية في قضية ما , إذ أنه ما يلبث أن يعود إلى حالته الحزبية المنحصرة في رؤى مشحونة بالتعصب ونبذ الآخر وليس التعايش معه لبناء المجتمع والأمة.
إنه من الحتمي قبل أي شيء بناء "ثقافة الديمقراطية" وزرعها في عقليات المجتمعات العربية وفق مفهومها الصحيح كي تتمكن الأحزاب لاحقا من الاختلاف ديمقراطيا في مسرح ثقافي وسياسي يكفل البناء والنهضة الحقيقية على أسس من مفاهيم الديمقراطية الحقة وليست المزيفة أو المتلبسة بغطاء القومية أو التعصب المذهبي والديني!
جهود ثقافية وإنسانية
يبذل مركز رعاية المعوقين التابع للجمعية الخيرية في محافظة أملج جهودا جبارة ورائعة طبقا لثقافة إنسانية عظيمة خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، ويضم المركز العديد من الأطفال حيث يقدم لهم رعاية كريمة بوجود عدد مجتهد من الموظفين والموظفات. ولذلك كم أتمنى على جهات الاختصاص دعم تلك الجهود ورفع مرتبات الموظفين والموظفات كي يتسنى لهم القيام بواجباتهم الوظيفية والإنسانية الرائعة.
رذاذ:
** موقع "صوت الليبراليين السعوديين" موقع ثقافي يتمتع بالإبهار والإثارة في طرح العديد من القضايا الثقافية ذات العمق والجدل الثقافي المفيد؛ للموقع من يعارضه ومن يتفق معه وبرأيي أن المهم هو تفعيل الفكر من خلال أطروحات جادة في مواقع تركزعلى الحوار الفكري وتنمية مصادره.
** نجحت قناة mbc الفضائية نجاحا لافتا ومشهودا في تقديم برامج ذات عمق ومضمون عن حياة ولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز"رحمه الله"، وكانت جهود الجميع بارزة في المركز الرئيس وفي الرياض ومنهم الأستاذ سعيد العسيري، والإعلامية القديرة الأستاذة ألماز برهان. شكرا للجميع على ماقدموه من عمل إعلامي ثري وناجع.