Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أين الاحتفاء بمنازل الأدباء ؟

أين الاحتفاء بمنازل الأدباء ؟

لَستُ أدري لمَاذا لَدينا عَداءٌ خَاص لكُلِّ مَا يُوثِّق تُراثنا، وآثَار أُدبَائنا ومَنازلهم التي عَاشوا فِيها..؟!

A A

لَستُ أدري لمَاذا لَدينا عَداءٌ خَاص لكُلِّ مَا يُوثِّق تُراثنا، وآثَار أُدبَائنا ومَنازلهم التي عَاشوا فِيها..؟!
كُنتُ أحَد المُعجبين بالكَاتِب الإنجليزي "برنارد شو"، وحِين ذَهبتُ إلى بريطَانيا، زُرتُ مَنزله، ورَأيتُ أدوَاته التي يَتعاطَى فِيها الثَّقافة قِرَاءةً وكِتَابَة.. وكَذلك فَعلتُ حِين زُرتُ مَنزل الأديب "شكسبير"، والكَاتِب الكَبير "ديكنز"..!
وحِين ذَهبتُ إلى لبنَان زُرتُ مَنزل الأديب الكَبير "مَارون عبّود"، وحِين زُرتُ مِصر؛ ذَهبتُ إلى مَقهى "نجيب محفوظ"، وكَذلك زُرتُ مَنزل الشَّاعر "أحمد شوقي"، ومَنزل الشَّاعِر - الذي لَم يُعطَ حقّه - "محمود أبوالوفا"... إلخ..!
هَذا مَا كَان مِن شَأن أُدبَاء الآخرين..!
أمَّا عَن أُدبَائنا، فهُم يَسكنون في ذَاكرة المَجهول، والمَنسي والمُهمَل..!
كُنتُ أتمنَّى أن أذهَب إلى مَكَّة المُكرّمة؛ لأجِد مَنزل الأديب الكَبير "أحمد عبدالغفور عطّار"، وأرَى كَيف كَان يَكتب هَذا الأديب، وكَيف كَانت مَكتبته الضَّخمة..؟!
كُنتُ أتمنَّى أن أزور مَنزل شَيخنا الكَبير "عبدالقدوس الأنصاري"، مُؤسِّس "مجلّة المَنهل"..!
كُنتُ أتمنَّى أن أزور الرّياض؛ لأجِد مَنزل الشّيخ الأديب "عبدالله بن خميس"، ومَكتبته وأدوَاته، وطَرائق كفَاحه في تَأسيس "جريدة الجَزيرة"..!
كُنتُ أتمنَّى أن أزور المَدينة المنوّرة؛ لأجد مَنزل أُستَاذنا العلَّامة "محمد العيد الخطراوي" – رَحمه الله - في استقبَالي، وأرَى كُتبه وكَيف حقَّقها... إلخ..!
كُنت أتمنَّى أن أزور بريدة؛ وأجد مَنزل الشَّيخ "محمد ناصر العبودي" مَفتوحًا، لأرَى كَيف كَان هَذا الأديب الرحَّالة؛ يُصنِّف كُتبه التي تَجاوزت العَشرَات..!
كُنتُ أتمنَّى أن أذهَب - ويَذهَب مَعي ضيوفي - لزيَارة مَنزل أديبنا الكبير "عبدالله عبدالجبار"، لأُشَاهِد كَيف تَبتَّل هَذا الأديب، وتَفرَّغ للعِلْم والثَّقافة، فكَانتَا زَوجتَاه حِين تَرَك الزَّواج..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه أمَاني كَاتِب مُحبّ لأُدبَاء بلادهِ، ولَكن - مَع الأسَف - ظَل بَيني وبَين هَؤلاء الكِبَار مِن الأُدبَاء - الذين تَعلَّمت مِنهم الأدَب والنَّجابَة، والفِكر والسَّلام والأمَل - حَاجز المَكَان الذي لا يُرشدني إلى مَنازلهم..!
ظَلَّت الأمَاني بَاقية مَع وَقف التَّنفيذ، وأتحدَّى مَن يُرشدني إلى مَنزل وَاحد مِن مَنازل أُدبَائنا.. فكَم تَمنِّيتُ أن أتوَاصل مَعهم بَعد مَوتهم، وكَم تَمنِّيتُ أن آخذ ضيوفي - الذين يَأتونني مِن خَارج المَملكة - لزيَارتهم؛ لأقول لَهم:
أُولَئِكَ آبَائِي فجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ
إذَا جَمعتْنا يَا زَمانُ المجَامِعُ

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store