وكالة البحث العلمي بالتعليم العالي . . متى !؟؟

التطور النوعي الذي يشهده التعليم العالي في المملكة في العشر سنوات الأخيرة , أصبح ملء السمع والبصر . ولا يشك أحد أن الجامعات السعودية قد بدأت تستوعب كلّ راغبي الإلتحاق بالتعليم الجامعي بكل مستوياته في كافة أرجاء المملكة , وللحق فلقد كانت هناك رعاية مباشرة لهذا الجانب من الوزارة وقياداتها العليا . أما البحث العلمي فلقد تولته الجامعات وبصورة فردية تقريبا, و قد خطت خطوات متفاوتة فيه من حيث إنشاء البنى التحتية له : كمعامل البحث العلمي وتأسيس كراسي البحث العلمي وتعزيز الشراكات مع الجامعات العالمية , لكنها وإلى حد كبير تشهد موجات مد وجزر يؤثر فيها : مايخصص ماليا للبحث العلمي لكل جامعة وقدرة كل جامعة على الإقناع للحصول على ماتطلبه من دعم مالي كما ويرافق ذلك عدم وجود استراتيجيات محددة لأولويات البحث العلمي مناطقيا ووطنيا وإقليميا , تنبثق من وزارة التعليم العالي كجهة عليا تتبنى البحث العلمي على مستوى وطني . لاشك أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تعتبر منصة مميزة للبحث العلمي الوطني وبرغم ماتقوم به من جهد مميز إلاّ أنه لايكفي البتة . . !. إن الخطة الاسترتيجية لوزارة التعليم العالي تتبنى ( تعزيز قدرات البحث العلمي . . ) وإنني اعتقد أن وزارة التعليم العالي مؤهلة لقيادة البحث العلمي وذلك من خلال ما يتواجد في الجامعات - التي تشرف عليها - من آلاف الكوادر البشرية المؤهلة في البحث العلمي ووجود مئات المعامل والمختبرات المتخصصة والمؤهلة تأهيلا عاليا , والأهم من ذلك التوزع الجغرافي للجامعات والتي تستطيع أن تساهم في تحديد حاجات وأولويات البحث العلمي المناطقية والوطنية . إنّ وزارة التعليم العالي – برغم تبنيها لمراكز التميز والمراكز الواعدة - يجب أن تأخذ زمام المبادرة وتبلور استراتيجية واضحة ومحددة للبحث العلمي , مستفيدة من كل ماصدر من خطط وطنية للبحث العلمي , وللتذكير فإن معدل ماتنفقه إسرائيل على البحث والتطوير في مؤسسات التعليم العالي يوازي 34.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله .
مشاهدة : من زار مبنى وزارة التعليم العالي الجديد وتجوّل في ردهاته سيلفت انتباهه لوحة مثبتة على أحد الأبواب كُتب عليها " وكالة الوزارة للبحث العلمي " ! , أتمنى مخلصا أن تُفعّل هذه الوكالة في القريب العاجل لتقوم بلمّ شعث أنشطة البحث العلمي بالجامعات السعودية بل والمملكة عموما . . وبالله التوفيق .
وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة