أم خالد الحربي: أعجز عن شكر من أنقذ ابني

بدموع يملأها الفرح، وسعادة لم تتمالك معها نفسها، ألقت أم خالد هزاع الحربي بنفسها على الأرض عندما أبلغوها باكتمال مبلغ الدية الذي يعتق رقبة ابنها خالد من سيف القصاص، الذي كان ينتظره بعد أيام قليلة.فقبل يومين بينما كانت أم خالد تبكي وتتضرع إلى الله أن يفك رقبة فلذة كبدها، كان أبناء قبيلة حرب وعدد من الأعيان ووجوه الخير في جدة يجتمعون لتدبير الدية، والتي عجزت عن إكمالها فلجأت إليهم، وإلى كل أهل الخير في المملكة، إلى أن جاءتها البشرى بأن مبلغ الدية قد اكتمل 30 مليون ريال، ورقبة ابنها قد أعتقها الله.
تقول أم خالد لقد تربى خالد يتيما بعد وفاة والده وهو صغير ولم يكن أمامي سوى أن أكافح من اجل تربيته، فهو ابني الكبير الذي عقدت عليه كل آمالي في الدنيا، وفاضت عيناها بالدموع وهي تستطرد بسرد الحديث.. فلم يدر بخلدي قط أن تقع تلك الحادثة لخالد، فهو شاب هادئ ويتحمل المسؤولية من صغر سنه، وقد عشت أكافح من أجله ليكبر أمام ناظري، ولكن مشيئة الله جاءت في تلك القضية التي لم تكن بالحسبان.
وتتذكر أم خالد: كنت في كل يوم جمعه أتسمر عند التلفاز خشية أن أسمع بتنفيذ حكم القصاص في ولدي، ولم يكن النوم رفيقًا لي طوال الأعوام الماضية.ورفعت أم خالد يدها إلى الله تدعو لكل قبيلة حرب ورجالها، الذين تعاونوا في عتق رقبة ابنهم خالد، ويعجز لساني عن شكر أبناء قبيلتي فردًا فردًا، ويعجز قلبي بالبوح عن الحب الذي أكنه في نفسي لكل من ساهم حتى ولو بكلمه من أجل ابني.. لقد تحمل أبناء قبيلتي مشاق السفر والاجتماع المستمر والتشاور والدفع بالمال والجاه.. إنهم عصبة رأسي وكل من ساهم أيضا من وجوه الخير في كل انحاء مملكة الخير والتلاحم.
وتضيف أم خالد: لن أنسى موقف الشيخ صلاح بن فريح الحربي الذي أكمل مبلغ الدية بخمسة ملايين ريال، بعد أن توقفت مبالغ التبرعات عند 25 مليون، وهذا ديدن الرجال في المآزق والمحن، كما عبرت عن شكرها للشيخ بندر بن عبدالمحسن الفرم الذي لم يتوقف للحظة واحدة عن دعمها ومؤازرتها وكذلك الشيخ صالح المغامسي الذي تابع معاناتي وساهم بفعالية من أجل إعتاق رقبة ابني خالد، وأضافت: لن أنسى ما حييت موقف شيوخ قبيلة حرب وكذلك الشيخ عبدالرزاق المنور المشرف على حملة إعتاق رقبة خالد. وكل كبير وصغير من قبيلة حرب وكذلك نساء القبيلة اللواتي بعن حليهن وأعطين كل ما يستطعن فعله من أجل إعتاق رقبة ابني وابنهم.