Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كلاكيت ثاني مرة : التجارة بالدّم !

انتهت بحمد الله وعونه قضيتا ( خالد و سامح ) بعد جمع ثلاثين مليوناً لعتق رقبة الأول وثمانية وعشرين مليوناً لعتق رقبة الثاني ، عِتق مجازاً لأنّ ( العتق الحقيقي ) يكون لوجه الله وطمعاً فيما عنده لا طمعاً

A A
انتهت بحمد الله وعونه قضيتا ( خالد و سامح ) بعد جمع ثلاثين مليوناً لعتق رقبة الأول وثمانية وعشرين مليوناً لعتق رقبة الثاني ، عِتق مجازاً لأنّ ( العتق الحقيقي ) يكون لوجه الله وطمعاً فيما عنده لا طمعاً في بهارج الدنيا وزُخرفها الزّائف ، طوال شهر رمضان وقبل رمضان كانت الحملات على قدمٍ وساق في مواقع التواصل الاجتماعي تويتر فيس بوك وات ساب وفي الصُّحُف والملتقيات التي تقيمها قبيلتا هذين الولدين بالمناسبة أعمارهما لا تتجاوز ١٨ عاماً ، اكتملت البهجة وعمّ الفرح بعد وقفة أهل الخير من كافة شرائح المجتمع وأطيافه في مشهدٍ يُبرهن على تكاتف أبناء المجتمع وعدم انقطاع حُبّ الخير وجينات النخوة فيه ، تفاعل المجتمع بأفراده من الشمال إلى الجنوب ومن البحر إلى البحر بل وحتى من الدول الشقيقة ، هذا الجانب الإيجابي في الموضوع ولكن رغم ذلك يتفق الجميع على أنّ هذه الظاهرة السيئة ظاهرة ( بيع الدّم ) والمتاجرة فيه .. بدأت بالانتشار بشكلٍ واضح وفاضح وأنّه يجب القضاء عليها .. فهي لا تمت للإسلام ولا لعادات وتقاليد مجتمعنا بصلة .. فما الذي أدّى إلى تفشيها ؟! الغريب في الأمر أنّها اصبحت ظاهرة قبليّة تحديداً و سعوديّة تحييداً على ما يبدو إذ لم أطّلع على مثلها في الدول الشقيقة ، ثمانية وخمسون مليوناً مبلغٌ ضخم أُهْدِر كان الأجدى والأنفع أن يذهب إلى مشروعٍ يخدم الإنسان في هذا البلد ، بالمناسبة لو فكّر من يطلب مثل هذا القدر من المال رغم ضخامته بما عند الله لعَلِمَ بأنّه اختار القليل مقابل الكثير الذي عند الله ( فمن عفا وأصلح فأجرهُ على الله ) ، لن أطيل في الحديث فقد سبق أن تطرقت إلى هذه القضية في هذه الزاوية من قبل كما تطرّق لها الكثير من الزملاء ، ولكن لا زال الوضع كما هو عليه هذا إن لم يزدد تفاقماً .. لذلك أتساءل وسبق أن تساءلت : لماذا لا يُسَنّ قانون أرضي يحفظ ويضمن تطبيق القانون السماوي بعيداً عن الجشع وتأثيره ؟! - يُلزَم من خلاله أهل القتيل الذين رضوا بالصفح عن القاتل مقابل مبلغٍ أملاه عليهم جشعهم - " الملايين المملينة " سالفة الذكر - بالرضا اجباراً بالدية الشرعية المعتمدة . أو على الأقلّ سنّ سقفٍ لا يُسمَح بتجاوزه فأرواح البشر في النهاية متساوية الثمن ولا حقّ لأحدٍ أن يشترط أو يطلب ثمناً أكثر من البقيّة .. لكي يتحقّق العدل الربّاني أولاً ولكي يتمّ القضاء على المتاجرة بأرواح الموتى ، إن لم يحدث ذلك سيتكرّر هذا المسلسل وسترتفع بورصة ( الدّم ) .. ولن نشاهد ( الحلقة الأخيرة ) أبداً .
‏ al_faqre@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store