Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من يحفظ هيبة رجُل الأمن ؟!

يقول الخبر -الذي لم يعُد سِرًّا-: (مُفحطون في الطائف يعتدون على دورية أمنيّة ويجبرون رجل الأمن على مغادرة المكان)!!

A A
يقول الخبر -الذي لم يعُد سِرًّا-: (مُفحطون في الطائف يعتدون على دورية أمنيّة ويجبرون رجل الأمن على مغادرة المكان)!! مقطع الفيديو وَثَّقَ الحادثَة منذُ ارتجال رجل الأمن ليتحدث مع بعض المفحطين حديثاً لم يكن مُثمراً على ما يبدو.. إلى أن ركب سيارته بعد مضايقته واضطراره إلى مغادرة المكان بل بلغت الجُرأة بأحد الجماهير أن يصْدِمَهُ أكثر من مرّة، وَكَعَادَتِنَا لا سَعَادَتْنَا انتشر المقطع كالنّار في الهشيم في المواقع الإخباريّة المُختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي، والحقيقة أنّ الحديث عن ظاهرة "التفحيط" أو "الهجْوَلَة" كما يُسمّيها الشّبَاب.. أصبح حديثاً مُمِلٌاً ومستهلكاً أكَلَ الحِبْرُ عليه وَشَرِب.. تماماً كالحديث عن أضرار المخدّرات! أمّا إعادة وتكرار ذلك الحل المقترح عشرات وربّما مئات المرات وهو ضرورة إيجاد ساحات خاصّة للشباب لممارسة هذه العادة لن أقول: (الهواية) فما يؤدّي للهاوية لا يُمكن أن يكون هوايةً أبداً، أقصد الحل بإنشاء ساحات خاصّة وآمِنَة لهذا الغرض على الأقلّ تكون تحت عين الرقابة وتُحْكَم بنظامٍ آمن يحمي مُمَارِس العادة ويحمينا يا من لا ناقة لنا ولا جمل إلاّ أنّهُ قد يجمعنا معهُم شارعٌ وخطرٌ واحد؛ قبل هذا المقطع كنّا نطالب رجال الأمن والمرور تحديداً بمطاردة المفحطين.. على الأقل تفريق تجمعاتهم أو مخالفتهم فمُخالفة المفحّط بفرض غرامة ماليّة عليه أولى من مُخالفة "عدم ربط حزام الأمان" مثلاً!، وإيقاف المفحّط وحجز سيارته هذا إن كانت سيارته، فالغالب كما أسمع يمارس هذه الظاهرة بسياراتٍ مسروقة لا تختلف كثيراً عن إيقاف وحجز سيارة "قاطع الإشارة" فكلاهما يؤدّي بنفسه وبالآخرين إلى التهلكة، بصراحة الأمر بات خطيراً فعندما يفقد الرَّجُل المُوكل بحفظ الأمن هيبته ويُصبح وجوده بلا جدوى بل ويصل الأمر إلى أن يحتاج إلى من يحميه من هؤلاء العابثين ويتعرض لمثل هذا التعدي الذي لا أدري كيف أصنّفه أو أُسَمّيه، فمعناه أنّ الأمر بحاجة فعلاً للتوقّف بِدْءًا من ضرورة معاقبة اؤلئك المُخطئين الذين أظهرهم مقطع الفيديو.. وانتهاءً بدراسة هذه المُشكلة والوقوف على أسباب هذه الجرأة وهذه الفوضى والتطاول غير المسؤول، فالأمر بات يعني كل من تُهمّه مصلحة هذا الوطن: أمنه وأمانه؛ لا أن يأتي من يقول: إنّ المسألة لا تعدو كونها حالة فرديّة عابِرَة.. فالحالة الفرديّة ليست إلاّ مؤشّراً (لخللٍ ما) يلزمنا جميعاً تدارُكُه بعد إعادة الرؤية والرؤيا من خلاله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store