Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل غادر الفقراء من متردّمِ؟!

(١)

A A

(١)
لا أكْثَر فَدَاحَةً مِن تصريحٍ يُدْلِي بِهِ مسؤول عَنْ الشّارِع رَغْمَ أنْ لا عِلاقَةَ لهُ بِهِ، وَحْدَهُ "عَامِلُ النَّظَافَة" من يَتَنَفّس الشّارِع يَعْرِفْهُ بِصِدق وَيَعْرِف مَا خَلْفَ الأبْوَاب المُغْلَقَة!
(٢)
بَعْضُ التّصْرِيحَات غَيْر المسؤولة لبعض المُنظّرين في الشّأن المحلّي والاقتصادي تحديدًا تَأتي وكأنّها كَائِن حَيّ هُلاَمِي لَهُ إصْبَع "مَمْطُوط" يَغْرِسْهُ فِي عَين المُوَاطِن البَسِيط، ذلك الكادِح الذي اشْتَرى الجَرِيدَة بَحْثاً عَن "إعْلانَات الوَظَائِف"!
(٣)
واحدٌ من الطّبَقَة المخمليّة قَبْلَ أيّام كان يتحدّث ويُنَظِّر عن الفَقْر، بالضَّبْط كأنْ يأتِيك رجُلٌ لا يَقْرأ ولا يَكْتُبْ ولا يُشَاهِد التّلِفِزيُون -على أسَاس أنَّ ما يُعْرَض الآن في التلفزيون يُثَقِّف- المُهِمْ ويسْكُن فِي الرُّبْع الخَالي ليتحدّث عن علم "النّانو"! أمَام مِثْل هذا الشيء الذي يَحْدُث نحتَاج أنْ نسألُهُ أوّلاً: ما تعرِيفُ الفَقْر؟! وَثَانِيًا: نُهْدِيهِ: كِتَاب (فِقْهُ الوَاقِع) عفْوًا؛ أقْصِد (فَقْرُ الوَاقِع)!
(٤)
الفَقْر يا سَيّدِي لَيْسَ أنْ لا تَمْلِك "بَيْتًا" لأنّهُ إنْ كَانَ كَذَلِكَ سَيَكُونَ الرَّقْم كَبِيراً لا يُمْكِن بَلْعُهُ، وَلَيْسَ أنْ تَسْكُنْ بَيْتًا لا تَمْلِكُهُ، إن كَانَ كذلكَ سنَقَعْ فِي وَرْطَة الرّقْم الكَبِير،
وَلا أنْ لا تَسْتَطِيع أنْ تُسَافِر بِرِفْقَة عائِلَتك للسّيَاحَة، الفَقْر شَيء آخَر شيءٌ يجعل من "فاتُورَة الكَهْرَبَاء" أقْرَب إلى وَرَقَة طَلاق في يَد زوجَة لا تعلَمْ السَّبَب! الفقر يا سيّدي ببسَاطَة: أنْ تَشْعُر بالمأساة كُلّما نَظَرت إلى أطْفالِك وهُم يكبرُون لسبَبٍ لا تَسْتَطِيع أنْ تُحَدِّده.. رَغْمَ أنّهُ يُحَدِّدْك!
(٥)
تلك الطّوابير الطّوِيلَة عند مكائن الصّرف الآلي في يوم إيدَاع الرواتب تقول: إنّ نسبةً كبيرة من المواطنين تَنْتَظِر ذلك اليوم من كل شهر بفارغ الصَّـ..(ـحن)!
(٦)
الأسعار التي ارتفعت بِدْءًا من المواد الغذائية والأدوية ومُستلزمات الأطفال، مُرورًا بالسيّارات، وليس انتهاءً بتكلفة امتلاك منزل هذا لمن وفّقه الله بأرض، فضلاً عن أدوات البناء وسعر اليد العاملة رغم رداءتها، أقول: لا يُمكن لكل هذه الأشياء إلاّ أنْ ترعى الفقراء وتحميهم من الانقراض! وهذا هو "الواقع الحقيقي" مهما حاول البعض بحُسْن أو بحُزْن نيّة.. أن يُضيف للّوحة ألوانًا جميلة ليست منها.
وَلا أنْ لا تَسْتَطِيع أنْ تُسَافِر بِرِفْقَة عائِلَتك للسّيَاحَة، الفَقْر شَيء آخَر شيءٌ يجعل من "فاتُورَة الكَهْرَبَاء" أقْرَب إلى وَرَقَة طَلاق في يَد زوجَة لا تعلَمْ السَّبَب! الفقر يا سيّدي ببسَاطَة: أنْ تَشْعُر بالمأساة كُلّما نَظَرت إلى أطْفالِك وهُم يكبرُون لسبَبٍ لا تَسْتَطِيع أنْ تُحَدِّده.. رَغْمَ أنّهُ يُحَدِّدْك!
(٥)
تلك الطّوابير الطّوِيلَة عند مكائن الصّرف الآلي في يوم إيدَاع الرواتب تقول: إنّ نسبةً كبيرة من المواطنين تَنْتَظِر ذلك اليوم من كل شهر بفارغ الصَّـ..(ـحن)!
(٦)
الأسعار التي ارتفعت بِدْءًا من المواد الغذائية والأدوية ومُستلزمات الأطفال، مُرورًا بالسيّارات، وليس انتهاءً بتكلفة امتلاك منزل هذا لمن وفّقه الله بأرض، فضلاً عن أدوات البناء وسعر اليد العاملة رغم رداءتها، أقول: لا يُمكن لكل هذه الأشياء إلاّ أنْ ترعى الفقراء وتحميهم من الانقراض! وهذا هو "الواقع الحقيقي" مهما حاول البعض بحُسْن أو بحُزْن نيّة.. أن يُضيف للّوحة ألوانًا جميلة ليست منها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store