Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المبادرة المصرية لإنهاء الحرب السورية .. هل فات أوانها ؟

قيل عندما بدأ نجم الرئيس المصري د.

A A
قيل عندما بدأ نجم الرئيس المصري د. محمد مرسي في الصعود إبان الإنتخابات الرئاسية المصرية أن الرجل ينقصه حضور الشخصية «الكرزما» و الحنكة السياسية و الخبرة الإدارية لحكم بلد في مثل حجم و أهمية جمهورية مصر العربية ، لكن الأيام أثبتت عكس ذلك فخطابات الرئيس و مواقفه السياسية و تمكنه من الهيمنة على مقاليد السلطة ببلده في زمن قياسي على الرغم من التحديات الجسام و المؤامرات المبيتة الداخلية منها و الخارجية و تسييره للأمور في داخل بلاده بسلاسة و نشاطه السياسي الإقليمي الحاضر دوماً ، و مواقفه المؤثرة من الصدع بالحق دون مواربة كمثل ترضيه على سادة الأمة أبي بكر و عمر و عثمان و علي في خطابه في مؤتمر حركة عدم الانحياز في عقر ديار أولئك الذين يسبون و يلعنون البعض منهم ألهب مشاعر كثير من المسلمين ، و مقامه خاشعاً باكياً بين يدي ربه في صلاة الفجر ببيت الله الحرام أوجد له في قلوب و نفوس المسلمين مكانة و محبة ، ووضع له قدراً من القبول لدى كل منصف.
جاء إطلاق الرئيس المصري للمبادرة المصرية لاحتواء الأزمة السورية في مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في السادس و السابع و العشرين من رمضان 1433 هـ لحقن الدماء السورية المسفوكة يومياً بناء على تلك الخلفية من القبول الإقليمي لشخص الرئيس المصري. تعتمد المبادرة على الحلول السلمية ، في الإطار الإقليمي بعيدا عن التدخلات الدولية من الغرب أو الشرق أو ما يسمى بالمجتمع الدولي ، و تقترح تشكيل مجموعة إتصال رباعية لاحتواء الأزمة السورية مكونة من الأربع دول الأكبر ثقلاً إقليمياً المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية و تركيا و إيران. لكن المبادرة – مع كامل الاحترام للرئيس مرسي - كانت و لا تزال تحمل إشكالية كبرى في تكوينها إذ إن إيران دون ريب جزء من المشكلة تدعم بالمال و الرجال و المواقف السياسية و من ورائها روسيا و إلى حد ما الصين نظام الأسد الفاقد للشرعية. لقد سد النظام النصيري جميع الآفاق السياسية لحل الأزمة السورية ، و المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية طرحت حلا سياسيا ، و شواهد ذلك عديدة منها :
أصبح الجميع لا سيما المعارضة السورية الجيش السوري الحر و مسانديهم من الدول العربية على قناعة بأن الحلول السياسية لم تعد تجدي نفعا مع النظام الذي تخطى كل الخطوط الحمراء ، و ارتكب المئات من المجازر و قتل ما يزيد عن 25,000 شهيد ، ودمر المدن و الأحياء و البنية التحتية للبلاد ، و أصبح الحديث عن التسليح النوعي للمقاومة بمضادات الطائرات و المدرعات هو الصوت العالي حالياً.
كما أخذ موقف بعض الدول العالمية المعارض في الأساس لتسليح المعارضة و جيشها الحر يتزحزح كمثل فرنسا التي بدأت تتحدث عن تزويد المقاومة المسلحة بالمدفعية الثقيلة و ربما بالصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الأكتاف.
بل يبدو أن موقف الرئيس المصري نفسه قد تطور و تغير خلال الأسابيع التي فصلت بين إعلان المبادرة و الآن ، فقد سمى الرئيس مرسي النظام السوري بالنظام الظالم في إجتماع دول عدم الإنحياز بطهران ، كما دعا مرسي في خطابه في مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالقاهرة الأربعاء الماضي إلى الرحيل إستجابة لرغبة الشعب السوري ، و نصحه بعدم الاستماع إلى أي أصوات تدعوه للبقاء ، و عقب وهو يغادر منصة المؤتمر مخاطباً وزراء الخارجية العرب قائلا: (( سوريا ثم سوريا.. افعلوا شيئا ونحن معكم )) .
لقد أصبح حكم نظام الأسد في أيامه أو أشهره الأخيرة ، و يعبر عن ذلك رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قائلاً : إن صلاته بالجامع الأموي في دمشق وزيارته لقبر صلاح الدين الأيوبي باتت قريبة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store