من طرائف كوكب التعليم

( ١ )
" استيقظت من النوم " على هذه الرسالة :
( ٢ )
نحنُ مجموعة من المعلمات خريجات كليّة التربية بتخصصاتٍ مختلفة ، انتظرنا السنوات الطوال على أحرّ من الجمر على أمل الدخول إلى مدينة : حائل ، وقد تحققت الأمنية هذا العام - ولله الحمد - ، فقد تمّ توجيهنا إلى الثانوية التاسعة والتي تضم بين أروقتها أحد فروع معهد الأمل لتعليم ( الصُّم البكم ) لنتفاجأ بأنّه قد تمّ نقلنا إلى هذه المدرسة تحديداً لتدريس هذه الفصول والتي لم نأخذ مقرراً دراسياً واحداً في طريقة تدريسها أو التواصل والتعامل معها .. بل ولا في أيّ شيء يخصّها ؛ إذ ليست من اختصاصنا كمعلمات تمّ إعدادنا لممارسة التعليم العام .. فقد تمّ تأهيلنا وتعييننا بناءً على ذلك ، بينما هذه الفئة تتبع للتعليم الخاصّ وتتطلب معلماتٍ تمّ إعدادهن تربويّاً ومهنيّاً للعمل في هذا التخصّص ، فالمسألة ليست بتلك السهولة .. ( خبط لزق ) ! .. متسائلةً إحداهن : ما معنى أن تنفق الوزارة المبالغ الطائلة لإعداد معلّمة خاصّة في مسارٍ خاصّ وفي الأخير تأتي بمعلمةٍ لا علاقة لها بهذا المجال نهائيّاً ؟! مضيفةً الأخرى : المشكلة أنّنا لم " نُصدّق خبراً " أن ندخل للمدينة بعد أن أرهقتنا سنوات الانتظار ومشاوير التردد والاغتراب في الهِجَر النائية .. لذلك لا نستطيع أن نرفض خوفاً من أن نفقد فرصة الوصول / الحُلم .. وإن رضينا.. ما ذنب تلك الطالبات اللاتي كُلّفنا عبثاً بتدريسهن ؟! ، في المقابل إدارة المدرسة اقترحت كَحلٍّ يبدو أنْ لا حَلّ غيره بعد أن انتبهت إلى حجم المشكلة التي وقعنا بها .. أن تقوم إحدى معلمات التربية الخاصة في المدرسة بتدريبنا بشكلٍ مستعجل و سَفَرِي على طريقة التواصل والتخاطب مع فئة ( الصم البكم ) .. وها نحن الآن .. ندرُس " لُغة الإشارة " .. لنقوم بكل بساطة بعد أيّامٍ قليلة .. بتدريسها والتدريس من خلالها !!
( ٣ )
بالنسبة لي مثل هذه ( اللَّخبطة ) أمرٌ غير مستغرب أبداً - إذ طالما أصبح مدرس الفيزياء بقدرة قادر مسؤولاً عن " مصادر التعلم " ، ومدرس الرياضيّات : أمين مكتبة ! ، وغيرهُم الكثير .. ممّن خرج من نافذة التدريس ليدخُل فجأةً .. من باب الإدارة !
( ٤ )
" نِمْت من الاستيقاظ " ؛ بعد أن أغلقت الرسالة.