Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل يعيد التاريخ نفسه؟!

من لا يقرأ التاريخ لا يستطيع أن يصنع المستقبل، ولا يمكنه أن يتلمّس طريقه إليه.

A A
من لا يقرأ التاريخ لا يستطيع أن يصنع المستقبل، ولا يمكنه أن يتلمّس طريقه إليه.
الحاضر ليس إلا امتداد للتاريخ، والمستقبل بدوره امتداد للحاضر.. هناك وحدة عضوية بين أبعاد الزمن الثلاثة، الماضي، الحاضر، والمستقبل، وبدون فهم السياق الذي يربط بين هذه الأبعاد جميعًا، وخصوصًا الماضي والحاضر، لا يمكن للمرء أن يهتدي لرؤية تستشرف المستقبل، وتعمل على تعديل مساره في الاتجاه الذي يخدم الفرد أو الأمة.
ما يحدث في العالم العربي الآن يُشبه إلى درجة بعيدة -قد تبلغ مرحلة التطابق ذاته- ما كان سائدًا في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث بلغ ظلم الدولة العثمانية وممارساتها العنصرية ضد العرب والعروبة، حدًا لا يُطاق.
خلال تلك الفترة التي سيطرت فيها جماعة تركيا الفتاة أو جماعة الاتحاد والترقي التي كانت تجمعها ارتباطات مشبوهة بالصهيونية، تجاوزت الدولة العثمانية في مظالمها حد التمييز في المعاملة بين عناصر الأمة، إلى حد محاربة العروبة واللغة العربية نفسها.
ورغم محاولات السلطان عبدالحميد الثاني احتواء نفوذ تلك الجماعات، فإن مجهود تلك الجماعات في إشعال الفتنة بين عناصر الأمة كان قويًا ومؤثرًا في ظل وجود الدعم الغربي اللا محدود لها.. لكن تلك الجماعات ورغم كل شيء، لم تستطع أن تنفرد بالساحة، لأنها واجهت مقاومة شرسة كان يقودها السلطان وأجهزته، ومنها جهاز مخابراته الشخصي الذي كان أول جهاز مخابرات في تاريخ الدولة العثمانية.
وعندما تم عزل السلطان عبدالحميد من الحكم في العام ١٩٠٩ عادت الجمعيات السرية المرتبطة بالغرب والصهيونية إلى الانفراد بالساحة مجددًا، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى في العام ١٩١٤ عانى العرب كما لم يعانوا من قبل، حيث ضربت المجاعة معظم حواضر العرب بسبب تخصيص جل المحاصيل الزراعية العربية للمجهود الحربي.
معاناة العرب لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أصدر الباب العالي قانون السخرة الذي كان يقضي بتجنيد وتسخير الشبان والرجالات العرب لخدمة المجهود الحربي بكل الأشكال.
anaszahid@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store