شباب يواجهون الإهمال!!

عندي حساسيةٌ مُفْرِطَةٌ من إهـمالِ شباب اليوم في أيِّ مجتمع، وينتابني قَلَقٌ مِنْهُم وعليهم، فَهُمْ يرفضون الوصاية من أيِّ شخصٍ، ويفضِّلون التمتع بالاستقلالية، وما يتبعها، وما يتلوها، ويتطلّعون لحقوق الإنسان، ويريدون المشاركة الشعبية، ويتعاملون بأدوات تواصل اجتماعي (تويتر، فيسبوك) تجمعُهُم ساعةَ يشاؤون، وتفرقُهُمْ ساعةَ يشاؤون، ولكلٍّ منهم مقالٌ، ولكلِّ مَقَامٍ مقالٌ.
ومن المؤسف أنّ الشبابَ في تَنْدَحَة، التي بلغ سكانـها أكثر من 48 ألف نسمة، والمعروفة بجوها البارد شتاءً، المعتدل صيْفًا، والمشهورة بسدّها المائي (سَد تَنْدَحَة) والمرتبطة بمحافظة خميس مشيط في مِنْطَقة عسير، يواجهون الإهـمال.. مِمّن؟ تستغربون إذا عرفتُم الجواب! مِنْ إدارة اللجنة الأهلية في مركِز التنمية الاجتماعية، كما قالوا: "أهْـمَلَتْ مَطَالِبَنَا" ليس هذا فحسب، بل إن "بعضًا من ميزانيتها تُصْرَفُ في أنشطة خارج حدود اللجنة" (صحيفة الشرق، 15 شوال 1433هـ، ص 5) إنْ صَحّ ما قاله هؤلاء الشباب، فهذا يعني انحسارهم في عُنُقِ زجاجة، ووضعُهم أمام سِلْبِيّة الإمكانيات التي تحقق لـهم حاجاتـهم المشروعة، ومن ثم فمن مقتضيات المصلحة العامة، وحماية الشباب من أخطار التسيب، والإهـمال، وعدم المبالاة، أن لا تمر هذه القضية دون مساءلة أو محاسبة، فما أسهل انحراف بعض الشباب، وما أعظم آفاق إيجابياتـهم، والمهم بحث الكيفية التي تتعامل بـها اللجنة مع الشباب، كوْنَـها تُعَبِّرُ عن رغبة وطنية مجتمعية، تلتمس المصلحة المشتركة، وتسعى إلـى الخير العام، واقرؤوا فضلاً ما قاله ثلاثة منهم (عبدالكريم الشهرانـي، وحزام الشهرانـي، وعوضة الوتيد): "إن المركِزَ لم تتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب. الـخِدْمات مُعَطّلة، والمسبح، والمواقع الترفيهية، والملعب تكاثرت فيه أشجارُ الطّلْح"؛ ممّا دفع عضو اللجنة (خليل الشهرانـي) "لتقديم استقالته"، عازيًا ذلك لـ"عدم قدرته على خدمة شباب المِنْطقة".
مراكز التنمية الاجتماعية في أيِّ مجتمع، تنتمي في جُمْلَتها لحقوق الإنسان، وأهـمهم الشباب، ومن هذا المنظور الواقعي، فإنّ سياسات التعامل معهم ينبغي أن تقوم على مؤسسات مجتمعية، تعلو على الأفراد، مهما كانت انتماءاتهم، ومراكزهم.
لسنا مع إهـمالِ الشّباب، لأنَّه لا تحمد عقباه.. فهم عماد الأمة وأمل المستقبل.
badr8440@yahoo.com
فاكس: 4543856 - 01