Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حجرُ الإساءة ودوائرنا العربية

بعد أسبوع من رمي ذلك الحجر المسيء، أقصد (الفيلم) في بُحيرة المسلمين الرّاكدة، ونشُوء آلاف الدوائر في كافّة الأمصار والبقاع..

A A
بعد أسبوع من رمي ذلك الحجر المسيء، أقصد (الفيلم) في بُحيرة المسلمين الرّاكدة، ونشُوء آلاف الدوائر في كافّة الأمصار والبقاع.. دوائر لا تعترف بأيّ قاعدةٍ فيزيائية، ولا تتبع أيّ جُهدٍ منظّم إلاّ فيما ندر.. بين دعوةٍ لمقاطعة كل ما هو أمريكي، وحرقٍ لأعلام، واقتحام، وتخريب، وسرقة سفارات، وصل بعضها إلى درجة القتل، ومظاهرةٍ هنا، ومظاهرةٍ هناك، أستطيع القول بأسى: (يا ليتنا من حجّنا سالمينا)، ليس دعوةً لأنّ تمُرّ مثل هذه الإساءة بسلام، ولكن على الأقل.. أن لا تُعطى أكبر من قيمتها، فيصبح هؤلاء التافهون وكأنّهم خصومٌ (لأشرف الخلق عليه الصلاة والسلام)، كما قال د.عدنان إبراهيم، وتحديدًا كنت أتمنّى أن لا تمُرّ بعُنف وعبثٍ لا مسؤول، لن يجُرّنا إلاّ لمزيدٍ من الويلات والهزائم، هذا فضلاً عن رسم صورة مشوّهة للإسلام والمسلمين، قد تعيدهم من استثناءٍ إلى (قاعدة)! ما أنا بخبيرٍ سياسيّ، وإن كانت السياسة وجبتي اليوميّة على مضضٍ، ودون خيار، لا سُلْطة ولا سَلَطَة، فأنا في النهاية مواطنٌ مسلمٌ عربي يتثاءب، ولا تتثاءب شاشة قنواته الإخباريّة، لذا يحقّ لي أن أتجشأ مثلما يتجشأ المتجشئون وأسأل: لماذا نُشِر هذا (العفَن) في هذا التوقيت القريب جدًّا من ذكرى أحداث ١١ سبتمبر؟!
- لماذا اختفت، وإلى هذه اللحظة (الجهة المنتجة) لهذا العمل الاستفزازي القذر؟!
- ما شاهدته من هذا الفيلم الرديء رغم أنّهُ لا يتجاوز ٥ دقائق أكّدَ لي أنّ الغرض منه الاستفزاز أكثر من أيّ شيءٍ آخر؛ بمعنى أنّهُ (فعل) يبحث عن (ردّة فعل) متوقّعة.. وأكاد أجزم بأنّها جاءت من قبل الجماهير تمامًا كما هو مُخطّطٌ لها، فلماذا في كل مرّة هناك من يُصرّ أن يقع في المصيدة؟!
لماذا نستبعد احتمال أن يكون هناك من يُريد أن يوجّه ثمرة ثورات الربيع العربي إلى جهةٍ ما؟!
- أين دور السياسيين الواضح والحاسم في مثل هذا الحدث؟!، في المقابل الرئيس الأمريكي في التوقيت المناسب: استنكر الإساءة لسيّد الخلق أجمعين، وأدان مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.. وقال في مجمل ما قال: كيف يحدث هذا في بلدٍ ساعدنا في تحريره؟! أمرٌ آخر يخصّ مجريات هذه القضيّة لا بدّ أن الجميع لاحظه: وهو غياب قنواتنا العربية الإخبارية عن تغطية هذا الحدث بعد أن جعلناهُ حدثًا.. ولا أقصد بالتغطية مجرّد نقل الخبر وردود الفعل من هنا وهناك، وإنّما أقصد التغطية المهنية العميقة تحليلاً وتنظيرًا للوقوف على مجرياتها من ألفها إلى يائها، مرورًا بكل تفاصيلها وما خرجنا به من محاصيلها.
- خاتمة القول: لا زلتُ أؤكّد -كما يؤكّد كل عاقل- بأنّه لا يُمكن أن يُدافع عن المُصطفى (صلى الله عليه وسلم) بغير أخلاق المُصطفى، كما لا يُمكن أن يكون مقبولاً أن يُخطئ شخصٌ تافهٌ ويُعاقب آخر!
بالمناسبة ألم ننتبه إلى أنّ (الكاميرا) أدارت عدستها هذه الأيّام عن سوريا؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store