Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بيض الله وجهه!

كالهواء، والماء، وإن تطوّر الأمرُ تُصبح كضوء الشّمس: تلك هي الأشياء غير الجيّدة، بمعنى أدَق الخاطئة عندما تتسلّل في غفلةٍ من ضمائر المجتمعات إلى نسيجها لتُصبحَ جُزءًا من ثقافتها، وتأخذ حُكم العادي الم

A A
كالهواء، والماء، وإن تطوّر الأمرُ تُصبح كضوء الشّمس: تلك هي الأشياء غير الجيّدة، بمعنى أدَق الخاطئة عندما تتسلّل في غفلةٍ من ضمائر المجتمعات إلى نسيجها لتُصبحَ جُزءًا من ثقافتها، وتأخذ حُكم العادي المألوف، بل وتغدو تلك الفئة التي تنبّه لهذا الأمر في نظر البعض مخطئة، أو لا تفقه من الواقع والصواب شيئًا؛ إذ لا تجد أُذْنًا صاغيَةً، وإنّما (متصاغيَة)؛ كُنّا نتحدّث كمعلمين عن برنامجٍ اجتماعيٍّ تكافليٍّ وضعته وأقرّته وزارة التربية والتعليم مشكورةً للطلبة الضِّعاف ماديًّا، أو المقصّرين أولياء أمورهم في الصرف عليهم، حتى وإن كان أولئك الأولياء من أثرياء المجتمع.. بناءً على نقاط وبنود يتم العمل وِفقها من قبل إدارة ومعلمي كل مدرسة، بعد تكوين لجنة للفحص، وإجراء مسح شامل، يشمل كل الطلبة المقيّدين في المدرسة؛ ليتم إحصاء مَن يشملهم البرنامج، ويستحقون الإعانة؛ إذ قال أحدهم: أعرفُ مديرَ مدرسةٍ سجّل كل طلاب مدرسته في هذا البرنامج؛ مُضِيفًا "بيّض الله وجهه"، قاطعناه: بأنّ ذلك خطأ، وغيرُ نظاميٍّ، وَ...؛ قاطعنا -بالمثل-: لماذا خطأ وحُصة الطلبة الفقراء لن تنقص، كما أنّ هذا المال من الدولة -أعزّها الله- ولن ندفع من جيوبنا شيئًا! حاولتُ أن أوضّحَ له بأن حتى مال الدولة يجب أن يُصرفَ ويوضعَ في مكانه؛ لكي يتحققَ الهدفُ من البرنامج أوّلاً، وثانيًا المسألة مسألة أمانة، و... ليقاطعني: أنت تتحدّث عن مثاليّات، وعن مجتمعٍ مثاليٍّ لا وجود له على أرض الواقع، المجتمع ضائع، لو كان مجتمعًا غير مجتمعنا لكان كلامك صحيحًا؛ وانتهى النقاش.. لكنه لم ينتهِ بالنسبة لي لحُرقتين؛ الأولى: أنّ هذا الكلام صدر من شخصٍ ينتمي لفئة يُفترض أن تكون أعلى وعيًا ورؤيةً من غيرها، والثانية: هل فِعلاً بلغنا درجة أن يتسللَ الفسادُ إلى ثقافتنا، ونسيج حياتنا اليومي؛ ليصبح كأيِّ فعلٍ عاديٍّ.. غيرِ مستغرَبٍ.. بل ويغدو محمودًا وممدوحًا!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store