Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فقط مقتل ١٤٠ شخصا!

نقلاً عن صحيفة المدينة، التي نقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان إفادته بأنّ أكثر من ١٤٠ شخصًا لقوا حتفهم في أعمال عنفٍ متفرّقةٍ بسوريّة يوم الاثنين، الذي لم يأتِ اثنينٌ بعده؛ نُشِرَ هذا الخَبَر وبجان

A A
نقلاً عن صحيفة المدينة، التي نقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان إفادته بأنّ أكثر من ١٤٠ شخصًا لقوا حتفهم في أعمال عنفٍ متفرّقةٍ بسوريّة يوم الاثنين، الذي لم يأتِ اثنينٌ بعده؛ نُشِرَ هذا الخَبَر وبجانبه صورة طفلة بريئة تحمل لافتة تقول: (اقتلني.. بس ارحل)! نُشِرَ هذا الخبر وعدّى وكأنّهُ إعلانٌ تجاريٌّ لمسحوق غسيل نُفّذ بصورةٍ غبيّة رتيبة، لا تلفت عينًا ولا تَشُد انتباهًا؛ دعونا من لافتة تلك الطّفلة، فالحديث عنها وعن تلك الثلاث كلمات يحتاج مساحات شاسعة من الورق والإنسانية، وأنا كمواطنٍ عربيٍّ بليد -للأسف- لا أمْلِكُهما!، لذلك سأتوقّف عند الخبر، أو بالأصَحّ حصيلة الخبر، لأتساءل ما معنى أن يموت أكثر من ١٤٠ شخصًا خلال ٢٤ ساعة؟! متجاوزًا حكاية (أكثر من) لأنّني كعربيٍّ مصابٌ بالحساسيّة من كل مفردةٍ، يتم تلقيني إيّاها على وزن (أفعل) كـ.. أكبر وأطول وأضخم وأرخَم.. وهلمّ جرّا، لذلك سأعتبر أن مَن لقوا حتفهم في ذلك اليوم لا يتجاوز المئة وأربعين شخصًا فقد شبِعنا موتًا!، ولكن ما معنى أن يُقتل هذا العدد خلال أربعٍ وعشرين ساعةٍ فقط؟! معنى ذلك أنّهم إن كانوا رجالاً وكُل سوريا رجال -إلاّ من كان مع النظام- أقصد رجالاً متزوجين فقد خلّفوا ١٤٠ أرملة مع عددٍ يتجاوز هذا العدد بكثير من الأطفال؛
وإن كانوا مزيجًا من الرجال والنّساء، فكم تركوا من كبدٍ حرّى بعدهم، وإن كان فيهم أطفال، وهذا غير مستبعد، فقد عوّدنا النظام المستبدّ على ذلك، ما أقسى موت الأطفال بدون أن يكون على طريقة الحرب.. فكيف إذن على طريقتها بنيرانها وأسلحتها؟! دعونا من هذه التوقعات وخذوا المؤكّد: استشهاد ١٤٠ شخصًا خلال أربع وعشرين ساعة «معناته» صعود روح كل عشر دقائق!! هذا في يوم، أيّ أنّ فرصة كل حيّ في الموت أعلى من النجاة! لكم أن تتخيّلوا ذلك.. وتتذكروا أن الثورة السورية أكملت العامين من عمرها، ثُمّ أعيدوا تخيّل ما حدث ويحدُث في سائر الأيّام، ذاك الذي لم تلتقطه عدسة كاميرا، ولم يدخُل في إحصاءٍ أو تقرير.
خاتمة القول: لا أبلغ من هذا المقتطف من (أبواب) الشّاعر الطّريد -أحمد مطر- حين قال: (يُشبه الضمير العالمي، دائمًا يتفرّج ساكتًا على ما يجري: بابُ المسلخ)!
.. اللهمّ انصُرهُم وكَفى.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store