Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جازان الإنسان

بيني وبين جازان الإنسان، ارتياحٌ دائم، فأنا ينبعيُّ النَّشْأةِ، جازانِـيُّ الـهوى، منذ زيارة في سنوات موغلة في القِدَم، كانت جازان يومها تطفو على جبَل من الـمِلْح الصخري.

A A
بيني وبين جازان الإنسان، ارتياحٌ دائم، فأنا ينبعيُّ النَّشْأةِ، جازانِـيُّ الـهوى، منذ زيارة في سنوات موغلة في القِدَم، كانت جازان يومها تطفو على جبَل من الـمِلْح الصخري. عدتُ إليها قبل أيام بدعوة من مدير جامعتها (معالـي الأستاذ الدكتور محمد علي آل هيازع) متحدثا إلـى طلبتها عن دوْر الإعلام في صياغة الوجدان الوطني، وقلتُ صادقا: «ما جئتُ لأعلمَكم الوجدان الوطني، بل أتيتُ لأتعلمَ منكم الوجدان الوطني»، رأيتُ في جازان: مثقفين أسهموا في تكوين الوعي المجتمعي، وشباباً من النوعين (الذكور والإناث) يتحدثون بلغة جديدة، وفهم جديد، وأسلوب جديد، من بينهم «عبدالرحمن إدريس» أحدُ طلبة جامعتها، وقد أبدى مداخلة في «ندوة ماذا يريدُ مِنّا الشباب؟ وماذا نريدُ منهم؟» التي استضافتها مؤخراً جامعة الطائف، وصِفَتْ المداخلة بأنـها «جريئة» وأن «الحضور صفّقوا لـها بحرارة» توقفْتُ أمام قوْله: «كل الشباب الذين يؤسسون للوعي الجديد في: تويتر هم شباب يعتمدون على أنفسهم، وعلى قراءاتـهم الخاصة، ولـهم من المتابعين عشرات الآلاف، ومئات الآلاف، ولكنهم يقفون وحيدين دائماً، دون أن يجدَ أحدُهم أرضيةً مشترَكَةً، بينه وبين المؤسسات الحكومية، سواء كان يتحدث عن أفكار مُهِمّة في: التعليم، أو الـحُرِّيّات، أو التنمية» (صحيفة الاقتصادية، 25 شوال 1433هـ، ص 20)، وشاهدتُ فيها لوحة نسائية مُشْرِقَة، لسيدة اسمها «مَرْوة بنت محمد بكري» عميدة الـمُجَمّع الأكاديمي للطالبات في جامعة جازان، حُقّ لـها أن تتبوأَ مكانة مرموقة في وطنها «شُغِفَتْ بالتميز والإبداع، فأصبحتْ لا تجد نفسها إلا فـي فئة المتميزين» (صحيفة المدينة المنورة، 5 ذو القعدة 1433هـ، ص8).
كثيرة هي المحطات التي توقفتُ أمامها في جازان، الإنسان، وأختِمُ بلوحة وطنية، رسمها شاعرٌ من شعراء جازان، اسمه «علي محمد صَيْقل» اقرؤوا لو سمحتم بعض ما قال:
يا مَوْطِني إنّنِي أَهْوَاك في ولَهٍ
يا نكهةً حُلْوَةً تَنْسَابُ في بَدَنِـي
أقْسَمْتُ بالله لَنْ أنساكَ يا حُلُمِي
فإنْ سَلَوْتُكَ هَيِّئْ لـي إذنْ كَفَنِي
هل تلومونـي بعد هذا إذا قلتُ: ما جئتُ لأعَلِّم أبناءَ جازان الوِجْدَان الوطني، بل أتيتُ لأتَعَلّم منهم الوِجْدَانَ الوطني؟ سلِّموا لـي على الدكتور هاشم عبده هاشم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store