Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مجلس شباب بدون شباب !!

فكرتُهُ تعتمدُ على الواقع لا الخيال ولا الوَهْم.

A A
فكرتُهُ تعتمدُ على الواقع لا الخيال ولا الوَهْم. وهُوَ قادر على أنْ يكون مَرْجِعِيّة تؤسس لحقوق الشباب، لـه نتائجُ إيجابيةٌ لا تُحْصَى، فيه تُستثمرُ طاقاتُهم، وهُوَ ليس بالأشياء الجامدةِ المنفصلةِ عنهم. أعني مجلس شباب مِنْطقة الجوف (برئاسة أميرها الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز) الذي أُعْلِنَ أنه "يتولـى كل ما يتعلق بالأنشطة والبرامج، التي تقام على مدار العام، وتحظى باهتمام شباب المنطقة، ويؤدون دورًا أكبر في التنمية، ويطرحون هـمومهم وأفكارهم من خلاله، ويُعِدُّونَ جميع المناسَبات المتنوعة في المنطقة: ثقافيًا، ورياضيًا، وترفيهيًا، وإعلاميًا، وتقديم الأفكار، ووضْع الـخُطَط الخاصة بالعمل مِنْ قِبَلِهم، وإنشاء مواقع خاصة لممارسة الـهوايات، والرياضات، التي من شأنها، إتاحة فرص عمل لهم" (صحيفة المدينة المنورة، 11 شوال 1433هـ، ص 11)، غَيْرَ أنّ اللافت أنه مجلس للشباب بدون شباب!! وهم المعنيون بأنشطته، وبرامجه، والأعرف بقضاياهم، ومشكلاتهم، والمخاطر التي تواجههم، والتجهيزات الأساسية التي يحتاجون إليها، والقرارات التي ينبغي اتخاذها. إذًا إنّ أيّ مجلس للشباب لا ينجح بدون شباب، كيف فات على أعضائه ألا يكون من بينه شاب، أو شابة، من المِنْطَقة؟ وإذا كان إنشاء مجلس للشباب، يتوقفُ على الوعْيِ بضرورته، فإنّ الوعيَ بضرورته يتطلبُ أنْ يكون فيه شباب، يؤصلون منهجَهم الفكريَّ والثقافي، ويحققون من خلاله عدم القطيعة مع الأجيال التي سبقتْهم، ومِنْ دون شك فإن الـخُطْوة الأولى في تأسيس مجلس للشباب، تكمن في التعبير عن مكوناته بمضمون أخلاقي، لا يقبل التشكيك في جدواه، وَفْقَ الثوابت اليقينية للمجتمع السعودي.
الشباب السعودي من النوعين (الذكور والإناث) هُمْ- كما قالت خُطَّة التنمية التاسعة (الحالية): "أكثرُ القوى الـمُؤَثِّرة في سوق العمل، وأكثرُ فئات المجتمع رغبة في التجديد، واستيعاب المتغيرات، وأكثرها قدرة على التفاعل، والاستجابة لِمُخْرَجَات عملية التطور والتقدم العلمي والتقني". إذًا التفكير في حاضر الشباب ومستقبلهم، يجب أن يكون بصوتٍ عالٍ، والوضْعُ الراهن لهم يُنْظَرُ إليه من خلال ما ينبغي أن يكونوا عليه، وليس مما هم عليه، والكيفية التي ينبغي معاملتُهُم بـها، وإدراك معقوليتها، التي تحركها المصلحة المشترَكة، والخيْر العام لهم، وهم يواجهون اليوم تحديات لا قِبَلَ لـهم بـها. إذًا حقوق الشباب هي الأساس الذي يجعلهم ذا موضوع، ويجعل موضوعَهم مسؤوليةً مشتركة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store