شبكات التواصل الاجتماعي والتعليم العالي

في الحوار الذي أقامته مؤخرا جامعة الطائف بين طلبة الجامعات والمسئولين والذي كان مميزا بكل المقاييس , أثار أحد الطلاب في مداخلته دور " الإعلام الجديد " في الحياة الاجتماعية وتأثيره على طلاب الجامعات و كانت مداخلة مهمة خصوصا إذا أدركنا أن المملكة العربية السعودية من أسرع المناطق نمواً في استخدام تويتر بالشرق الأوسط و بمعدل تجاوز 3000 %.كما ذكر Dick Costolo المدير التنفيذي لموقع تويتر في حديثه لصحيفة لوس انجلوس تايمز . كما وأظهرت الشركة الفرنسية Semiocast أن أكثر الشرائح العمرية استخداما لشبكات التواصل الاجتماعي هم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 29سنة و يشكلون حوالي 70٪ من مستخدمي الفيسبوك في المنطقة العربية منذ أبريل 2011 م ( تقرير الإعلام الاجتماعي العربي، برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية ) . إن نسبة كبيرة جدا من طلبة الجامعات البالغ عددهم حوالى المليون طالب وطالبة لهم حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي ولقد أدرك بعض مدراء الجامعات السعودية أهمية ذلك فقاموا بإنشاء حسابات لهم يكتبون فيها بأنفسهم ويتواصلون مع طلبة جامعاتهم , ولكن التجربة ماتزال شخصية ومحدودة . لقد أكد الاستطلاع الذي أجرته شركة أكسنتشر تحت عنوان Digital Citizen Pulse بأن وسائل الإعلام الاجتماعي تعيد تشكيل آليات التواصل الحكومي، حيث يعتقد 51% من المشاركين بأن حضور الحكومات على الساحة الرقمية يشجعهم على التفاعل والتواصل معها على نطاق أوسع . إن التواصل المباشر بين معالي وزير التعليم العالي وكافة مراجعيه من الطلاب وأولياء أمورهم بشكل يومي في الطابق الأول من الوزارة أمر محمود ورائع , لكن هل يستطيع كافة طلبة الجامعات وفروعها في نواحي المملكة - من أصحاب الحاجات - الوصول الى الرياض , بالطبع لا ! . وهنا تظهر أهمية المسارعة باستحداث حسابات خاصة لكافة قيادات الوزارة الذين يتداخل عملهم بأي شكل مع طلبة الجامعات وزيارة هذا الحساب بشكل متواصل . لاشك أن "هناك سوء استخدام لوسائل الاعلام الجديد في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية في السعودية" كما يرى شارع البقمي أستاذ الاعلام بجامعة الملك عبد العزيز ( أ ف ب ) لكن برغم ذلك فإن شبكات التواصل الاجتماعي سوف تلعب دورا مهماً في تواصل طلاب الجامعات مع مسئولي التعليم العالي وسوف تصحح الكثير من المعلومات الخاطئة وستجيب على كثير من الأسئلة الحائرة وتجعل الطالب أكثر اطمئنانا لمستقبله. إنني آمل أن يستحدث كافة مدراء الجامعات حسابات لهم على تلك الشبكات وليس أفضل من استخدام "القدوة " للمبادرة بذلك بدلا من التوجيه الرسمي . . وبالله التوفيق

وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة