Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رفقاً بزهراتنا.. لبس العباءة على الرأس و الأحمال !!

نقلت لي ابنتي الصغيرة ، و هي في الصف السادس الابتدائي بأن المدرسة تطلب منها و من زميلاتها لبس العباءة على الرأس ، فتعجّبت مما قالت ، وقلت في نفسي ألا زالت الذهنية التي تُدار بها مدارس البنات كما هي ؟!

A A
نقلت لي ابنتي الصغيرة ، و هي في الصف السادس الابتدائي بأن المدرسة تطلب منها و من زميلاتها لبس العباءة على الرأس ، فتعجّبت مما قالت ، وقلت في نفسي ألا زالت الذهنية التي تُدار بها مدارس البنات كما هي ؟! ألا يفكرون في مخاطر لبس العباءة على الرأس على الأطفال و ما قد يتعرضون إليه من تعثر أثناء الخروج في الشوارع و بين السيارات ، و من بقاء أجزاء منها خارج أبواب السيارات ، وهو ما عرّض الكبار فضلاً عن الأطفال لحوادث شنيعة.
فطلبت من زوجتي الاستفسار عن هذا الأمر ومدى دقته فقد يكون الأمر أشكل على طفلتي ، فانتهزت فرصة انعقاد مجلس الأمهات واستفسرت فجاءتني بصور تعميمين ملحق بهما فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الافتاء ، التعميم الأول بتاريخ 1424هـ و الثاني 1431هـ و الفتوى بتاريخ 1421هـ.
وجاء في التعميم الأول التأكيد على منسوبات المدارس و مكاتب الإشراف و الجهات التابعة لها بالالتزام بالحجاب الشرعي و اللباس الساتر وفقاً لما يلي :
1- لبس العباءة الشرعية السابغة الساترة على الرأس وعدم لبسها على الكتف و أوصافها كما وردت بفتوى اللجنة الدائمة .. رقم 21352 و تاريخ 9/3/1421هـ المرفقة.
2- عدم لبس الملابس المفتوحة من الأسفل أو المرفوعة فوق الكعبين أو الشفافة أو الضيقة.
3- لبس الخمار الساتر للوجه و عدم تخفيفه أو كشفه.
4- عدم لبس النقاب نهائياً سواء كان مباشرة أو تحت الخمار. انتهى
و أما أوصاف العباءة كما وردت في الفتوى فهي كما يلي:
أولاً : أن تكون سميكة لا تُظهر ما تحتها ، و لا يكون لها خاصية الالتصاق.
ثانياً : أن تكون ساترة لجميع الجسم ، واسعة لا تُبدي تقاطيعه.
ثالثاً : أن تكون مفتوحة من الأمام فقط ، و تكون فتحة الأكمام ضيقة.
رابعاً :ألا يكون فيها زينة تلفت النظار ، و عليه فلابد أن تخلو من الرسوم و الزخارف و الكتابات و العلامات.
خامساً : ألا تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال.
سادساً : أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداءً. انتهى
وفي الواقع أنني تعجّبت من إلزام الأطفال بلبس عباءات بمثل هذه الأوصاف ، و من البقاء على تطبيق تعاميم مضى عليها ما يقارب عشر سنوات ، دون النظر إلى الواقع الذي يؤكد صعوبة التطبيق ، فقد ذهبت لإحضار طفلتي من المدرسة نهاية الأسبوع الماضي بسبب مرض السائق ، فوجدت أن لا تطبيق لما جاء في التعميم ، و في رأيي أن ذلك بسبب صعوبته و خطورته ، و لاحظت أن العباءات على الرأس تم تطويرها لتصبح مشابهة للعباءات التي على الكتف من خلال تفصيل أكمام ، وتضييقها بما يُظهر بعض تقاطيع الجسم. و نقلت لي زوجتي بأن الكثير من المعلمات حتى و إن التزمن بالعباءة على الرأس في العمل فإنهن لا يلتزمنها بعده ، وذلك لصعوبة التحكم فيها لتبقى ساترة و إلاّ فالعباءة على الكتف (البالطو) أسهل و أكثر ستراً منها.
و أيضاً مسألة غطاء الوجه بطبقات سميكة و منع استخدام النقاب أيضاً يعرض الأطفال و الكبار لمخاطر جمة حال التزامه أثناء عبور الشوارع و التحرك بين السيارات ، لأنه يضعف الرؤية.
فحبذا لو يتم النظر في هكذا تعاميم ومراعاة الأولويات فحفظ أنفس زهراتنا و أخواتنا مقدم على غيره ، و في أحكام الحجاب الشرعي مساحات من السعة أكبر بكثير مما يراه البعض و الله الهادي إلى سواء السبيل.
و أما ما يتعلق بالأحمال التي تحملها ظهور الأطفال من البنين و البنات كل يوم إلى المدارس بسبب تطوير المناهج و زيادة أعداد الكتب التي يحملونها كل يوم إلى مدارسهم ما يدفعنا لاعتماد -ولا أقول ابتكار لأنها مطبقة لدى بعض المدارس- توفير دواليب في الفصول تسمح بإبقاء بعض الكتب والأدوات في المدارس بدلاً من حملها يومياً على ظهورهم و بأوزان بالفعل ثقيلة على أجسامهم الغضة ، أو مثلاً اعتماد منهجية حل الواجبات أو بعضها في المدارس و بالتالي إبقاء كتبها و دفاترها في الدواليب المخصصة. بعبارة أخرى دراسة هذه المشكلة و وضع الحلول المناسبة لها. و الله و لي التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store