Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اللَّحْمة لَـخْمَة.. الفُول أَرْخَص !!

على الرّغْمِ من الارتفاعاتِ المتوالية في أسْعار الموادِّ الغِذَائيّة، إلا أنه لَمْ تظهر- على حَدِّ عِلْمي- دراسةٌ واحدة، تكشف عن تأثيراتـها على الفئة المتوسطة من المواطنين وهُمُ الأكثريّة، فيما تستمر

A A
على الرّغْمِ من الارتفاعاتِ المتوالية في أسْعار الموادِّ الغِذَائيّة، إلا أنه لَمْ تظهر- على حَدِّ عِلْمي- دراسةٌ واحدة، تكشف عن تأثيراتـها على الفئة المتوسطة من المواطنين وهُمُ الأكثريّة، فيما تستمر تصريحات، تكشفُ عن أنّ الحلقةَ تضيق حول أعناق الفقراء، من ضمنها ما قاله معالي وزير الزراعة (د. فهد بن عبد الرحمن بلغنيم):» إنّ أسعارَ اللحومِ الـحَمْرَاء عاليةٌ جِداً، وبعيدةٌ عن إمكانية مُتَوَسِّطي الدخْل» وهنا تساءل البعض: هل يبقى الوضع على هذا الحال كثيرا ؟ أم لا بُدّ من علاج لمعيشة الفقراء ؟ ألا يُخْشى من خطورة التأثيرات السلبية عليهم، بصورة تدعو للقـلق، وتضيفُ عليهم أعباء على أعباء ؟
وفي خِضَمِّ هذه التساؤلات، رأى الكاتب المعروف ( علي بن يحيى الزهرانـي) أنّ» اللحمُ ليسَ وحدَهُ الـمُعْضِلة، في بلدٍ ثَرِيٍّ، يشهدُ تَخَثُّرًا طَبَقِيّاً ، أكثرَ مما يشهدُ نُمُوّاً في مستوى الدُّخُول» (صحيفة المدينة المنورة، 14 ذو القعدة 1433هـ، ص 24) وتساءَلَ:» أليسَ مثيرًا، أنْ نَصِفَ بلداً غنياً، كانَ ذاتَ يَوْم يعتمدُ على الزراعة، والرعي، لا يستطيعُ أكثرُ أهلِه أنْ يأكلوا اللحم؟ « ودخلتْ على الخط نَفْسِه الدكتورة شروق الفَوَّاز متسائلة» ماذا عن الطّبَقة الأقل ؟ ماذا عن الفقراء ؟ هؤلاء حَسَبَ منطِقِ الوزير، ليس لـهم سوى الفُول!! . إذا كانت الطّبَقة المتوسطة غير قادرة على تملُّك أرض لبناء المساكن ، ولا على أكل اللحوم الحمراء في بَلَدٍ غني، فَعَلَى مَنْ تقعُ اللائمة ؟ على المستهلك ؟ أم الوزير المسؤول؟» (صحيفة الرياض، 13 ذو القعدة 1433هـ، ص 25).
هذه أسئلة مهمة، وطرحُها يعني وجود خلل، من حيث مستوى المعيشة، بين فئات كثيرة من المواطنين، إذا القضيةُ قضية تصويبِ مسارٍ مغلوط، جعلَ الفوارقَ شاسعةً بين الناس، قد تثير أحقاداً، وكراهيةً، وبغضاءَ، في مجتمع ينبغي أن تستمر فيه التنمية المستدامة.
وما يزيدُ الطين بِلّة- ما قالته الدكتورة شروق-:» الـمَنْطِقُ الـمُتَنَحِّي من أيِّ مسؤولية، الذي يتخذُهُ ويُتْقِنُهُ معظمُ الوزراء في تصريحاتـهم، حوْل أيِّ قصور، لأنّه يُظْهِرُ الوزيرَ بمظهرِ العاجِزِ، وهو في نَظَر الناس صاحبَ سُلْطَةٍ وقرار، وبدلاً منْ أنْ يزرعَ الأملَ، والتفاؤلَ في قلوبـهم، يدفعهم للتشاؤُم، وهو يُلوحُ لـهم، وبكل هدوء وشفافية: أنّ الطبقةَ المتوسطةَ في طريقها للاضمحلال».
لا داعي لأكل اللحْمة، فقد غدت لـخَمْة!! كُلُوا فُول، الفُول أرْخَص، إذا لم يرتفعْ سِعْرُهُ، ويصبحْ وجبةً بعيدةً المنال، حتى على الفقراء.!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store