Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كلام ببلاش !

تُدير القناة لتستمع إلى مسؤولٍ وهو يَعِد بأشياء جيّدة مُحذّرًا من التقصير في المسؤوليّات، أو التهاون في خدمة المواطن، وبأنّه سيضرب بيدٍ من حديد على من يبدر منه ذلك.

A A

تُدير القناة لتستمع إلى مسؤولٍ وهو يَعِد بأشياء جيّدة مُحذّرًا من التقصير في المسؤوليّات، أو التهاون في خدمة المواطن، وبأنّه سيضرب بيدٍ من حديد على من يبدر منه ذلك. تُدير الريموت على القناة الأخرى فتجد مسؤولاً آخر يسرِد قائمةً من المشروعات التي ستُنجز خلال السنوات المقبلة في إدارته. تفتح الصحيفة فتجد عشرات المقالات التي تقول كل شيء، وتتحدّث عن كل شيء، ويثرثر بعضها في كل شيء، لكنّها في النهاية أصواتٌ بلا صدى، وبجانب كل مقال حديث لمسؤول عن خطّةٍ تطويريّةٍ، أو مشروعات قادمة.. أو خللٍ سيتم تداركه ونقله إلى خانة التاريخ، مع أرقامٍ وميزانيّةٍ ضخمة لتلك الإدارة أو تلك المؤسسة!!
لا بأس بأنّ هذه الأشياء الجميلة، والوعود الورديّة التي يطلقها بعض المسؤولين قد تنطلي على مَن وُلِدَ فجأة، بل إنّها جرعة تسكينيّة قد تنقل ذلك المواطن من بؤرة الملل إلى خانة الأمل، وربّما الاستبشار والفأل الذي ليس في محلّه -لا قدّر الله- وهذا التأثير والتأثّر قَد يكون مقبولاً من شخصٍ للتوّ هبط إلى الأرض من كوكبٍ آخر، أو صاحب ذاكرةٍ قصيرةٍ كذاكرة ذُبابة؛ أمّا أن يكون ذلك الشخص من حمام الدّار، فهذا أمرٌ لا قِبَلَ لعاقلٍ به، ولا لحكيمٍ ببلْعِه.

قبل سنوات باشرت العمل في إحدى المدارس الحكوميّة المستأجرة؛ كانت ميزانيّة وزارة التربية والتعليم في تلك السنة مرتفعة كعادتها، ورغم ذلك قمنا بتشغيل تلك المدرسة عن طريق (القطّة)، بدءًا من الطاولات وأجهزة الحاسب إلى مكاتب الإدارة إلى ... إلى ...؛ على سبيل المثال أيضًا وزارة الصحة من الوزارات التي تنافس وزارة التربية التعليم في مستحقاتها من الميزانيّة، ولا يزال المواطن يلمس نفس القصور وتردّي الخدمات، ونقص الأسِرّة منذ سنوات في بعض مستشفياتها. ما فائدة الأرقام كثيرة الخانات إن ماتَ جدّك بسبب عدم توفر سرير.. وابنك الآن مهدّدٌ بأن يموت لنفس السبب؟! وجه العملة الثاني لهذه الإشكالية: هو تلك اللوحة التي توضع أمام بعض المشروعات الحكومية موضحةً تكلفة المشروع الكبيرة.. بينما لو مرّ طفل ورأى تلك المشروعات على أرض الواقع لأدرك بأنّ تكلفة ما أنجز في بعضها لا تتجاوز ١٠٪ من التكلفة المرصودة!.
خاتمة القول: المواطن لا يريد قولاً، ولا تصريحات من بعض المسؤولين يريد (فعلاً) على أرض الواقع وكفى!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store