حج وأمان

وصلت المملكة العربية السعودية بفضل من الله تعالى ثم بقيادة حكيمة وناجحة إلى مستوى سامق من الأداء اللافت والعطاء المتجدد لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفيركافة الخدمات الصحية والأمنية والمدنية في جو روحاني مفعم بكرم الضيافة وروعة الاستقبال، ولم تدخر الحكومة السعودية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أي جهد في سبيل إنجاح مواسم الحج والعمرة وإدارة الحشود من ملايين البشر في الأراضي المقدسة.
بل إن التأريخ يشهد أن الدولة السعودية من مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ( طيب الله ثراه) إلى عهد الملك عبدالله قدمت للحجاج والمعتمرين خدمة عظيمة من منطلق واجبها الإسلامي الذي تشرفت به، ولم يذكر أن السعودية قيادة وشعبا منّت على ضيوف الرحمن بتلك الخدمات التي لم تتوفر في أي عهد مضى، ويكفي أن نشير هنا إلى التوسعات المتوالية التي قامت بها الدولة السعودية من أجل استيعاب ملايين الحجاج الذين يأتون من كل فج عميق. ولذلك يحق لتلك الدولة أن تتخذ كافة السبل والاحتياطات الأمنية لقطع دابر الفتنة، وحماية الحجاج من دعاوى الضلال والشر التي تروج لها بعض السياسات التي تخلط العبادة بالسياسة! وتحاول مع كثير من اليأس «والحمد لله» أن تربك مسيرة الحجاج لتنفس عن أحقادها في مشهد إيماني لايتحمل هذه التصرفات والغوغائيات التي لايقرها دين ولاعقل! وتبعا لحق الدولة السعودية في وضع الحج في مساره الذي أراده الله لعباده إذ لا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج فإن التصريحات»المشوهة» تعكس حماقة من يطلقها؛ وهي تصريحات جوفاء تدل على حالة الضياع التي تعيشها بعض الأنظمة الفاشلة كنظام بشار الأسد الذي بات مضرب المثل في إطلاق الترهات والنكات بين فينة وأخرى! نظام قاتل ومجرم يترنح ويقتل الأطفال ويهلك الحرث والنسل يزيد من غبائه بافتعال الأكاذيب حتى في المسائل التي تتعلق بالعبادات والشعائر!
تحية للسعودية ولشعبها حيث تقوم بخدمة جليلة لعباد الرحمن، ولاتحتاج من أحد إلى وصاية، ونحمد الله أن التأريخ دائما وأبدا يبقي شواهده حية في سجلات الشرف والعزة، ويدفن في مقبرة النسيان والأحقاد كل مفلس جبان!