Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قطارنا بريء يا جماعة

لم أدافع عن وسيلة مواصلات مثلما دافعت عن قطار المشاعر هذا العام، إلى درجة أنّ أحد الأصدقاء قال: بدأت أشك أنّ لك يداً فيما حدث له!..

A A
لم أدافع عن وسيلة مواصلات مثلما دافعت عن قطار المشاعر هذا العام، إلى درجة أنّ أحد الأصدقاء قال: بدأت أشك أنّ لك يداً فيما حدث له!.. أو على الأقل في بطنك شيءٌ من مناقصته، والحقيقة: يا ليت بالنسبة للثانية طبعاً حتى لو (لُقمة صغيرونة) تضمن مستقبل كائناتي الصغيرة وكائناتهم التي لم تأتِ للدنيا بعد.. ياجماعة «مو ذنبنا» أنّ بيئتنا غير صالحة لعيش القطارات «ترى ما أذبّ عليك ياقطار الرياض - الشرقية على عيني وعلى راسي أهل أسبانيا كلّهم».. مثلما أنّها وأقصد بيئتنا غير صالحة لتبنّي أو تطبيق شيء اسمه نظام بل أنّك تشكّ أحياناً بأنّ متعة فئة كبيرة من المجتمع هي البحث عن نظام ليتم اختراقه وتجاوزه، تقول الاحصائيات العامة لحج هذا العام بأنّ عدد الحجاج بلغ ٣ ملايين و١٦١ ألفاً وشويّة كسور وزيادةً في الدقّة خُذوا هذا الرقم بلغ عدد حجاج الداخل لهذا العام ١٤٠٨٦٤١ حاجًّا، وتقول إحصائيّاتي غير الدقيقة لكنّها صادقة: (ما لكم لوى)! هذا الرقم لا يمكن أن يكون صحيحاً أو قريباً من الصحّة، إذ لو أضفنا عدد الحجاج غير النظاميين للحجاج النظاميين لتفاجأنا بأضعاف هذا الرقم، أولئك الذين نعرف وتعرفون عيّنةً منهم (شغّل سيارتك وحِجّ بلا تصريح بلا هم بلا خساير وراح يسهّل الله أمورك)! شخصيّاً أعرف أكثر من ثلاثين سيّارة ذهبت للحج بهذه الطريقة، هذا غير أولئك المواطنين الذين تفرّغوا في هذا الموسم لتهريب الحجاج غير النظاميين وإيصالهم بطرقهم الخاصة والملتويَة إلى منطقة مكّة وتحديداً إلى ماقبل نقاط الفرز.. ليوصلهم متعاونون آخرون إلى داخل المنطقة، هذه الأعداد الهائلة حسب ما أخبرني بعض المهربين بل وبعض العسكر الذين تفاجأوا بهذه السيول البشريّة، لا يمكن أن يتسبب تكدّسهم في إيقاف قطار -فحسب- بل إرباك أفضل تنظيم مهما كان دقيقاً ومتعوباً عليه، وهذا ما أسفرت عنه التحقيقات التي أوصى بها سمو أمير الشّعر والمشاعر: خالد الفيصل بشأن تعطّل سير القطار يوم الوقوف بعرفة إذ اتضح فيما بعد بأنّ أكثر من ١٦٠ ألف حاج غير مصرح لهم بركوب القطار ولا يحملون تذاكر تسبّبوا في فوضى عارمة عند بوابات المحطّة حين رفضوا المغادرة إلاّ بنقلهم إلى مشعر مزدلفة مما أربك وأخّر تفويج الحجاج.زُبدة الهَرج: عندما لا يحترم الفرد النظام.. لن يدفع الثمن وحده!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store