Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إعلام يتثاءب !

يستيقظ الإعلام التقليدي في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً ، يُفرشي أسنانه ويغسل وجهه بكسل ثمّ يتناول فطوره المكوّن من ( بيضة ) وقطعة ( جبن ) بيضة قبل أن يرتفع سعر الدّجاج وعائلته الكريمة ، في تمام ا

A A
يستيقظ الإعلام التقليدي في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً ، يُفرشي أسنانه ويغسل وجهه بكسل ثمّ يتناول فطوره المكوّن من ( بيضة ) وقطعة ( جبن ) بيضة قبل أن يرتفع سعر الدّجاج وعائلته الكريمة ، في تمام الثانية عشرة ظُهراً يتوضّأ ثم يذهب إلى المسجد لأداء صلاة الظُّهر يعود من المسجد بكرشه المتهدّل ليتناول غداءه مع عائلته الكريمة ( صحيفة ، قناة ، إذاعة ) ؛ الصحيفة تتثاءب لتبدأ الحديث : سمعت هذا اليوم صوت إنفجار في شرق الرياض ! - خير اللهم اجعله خير - تجيب القناة : نعم نعم مراسلنا كان بالحي الذي بجانب الحي الذي بجانب الحي الذي حدث فيه الإنفجار !، أخبرنا بأنّهُ ناتجٌ عن شاحنة طماطم اصطدمت بشاحنة بيض مما نتج عنه ( شكشوكة ) لم تكن في الحسبان ولا في قائمة إفطار أحدهم ؛ تتمغّط الإذاعة لتقول : الآن يجب أن أترككم فأنا على موعدٍ مع مفسّر الأحلام ( قيقي الخنبقيقي ) وبرنامج " إعلامك مع أحلامك " ؛ في هذه الأثناء كان ذلك الولد النزق ( فيس بوك ) و صديقه الأنزق منّه : ( تويتر ) في قلب الحدث ينقلان الصورة ويعلّقان بدون ( مكْيَجَة ) ولا ( سَطْل بَوْيَه ) ولا يحزنون ؛ أي نعم .. هناك مبالغة أحياناً مردّها الطيش ونزق الشباب وحيويّته وربّما حماسهُ الزائد ولكن رغم ذلك كان هذان الولدان هُما نافذة الحقيقة الوحيدة ، الشباب كانوا يلتقطون الصُّوَر من بين أعمدة الدخان وينقلون لنا مشاهداتهم كرغيفٍ ساخِن لم يبرُد بعد ، أمّا الإعلام التقليدي للأسف فقد كان نائماً بالعسل وأوّل قناة بدأت في نقل حدث انفجار شاحنة الغاز الذي وقع بعد السابعة صباحاً بقليل .. بدأت بحدود الساعة الحادية عشرة وبدأت للأسف بخبرٍ غير صحيح عندما ذكرت أنّه لا وجود لوفيّات ! وهذا دليلٌ على أنّها لم تكن هناك أصلاً ! فأين مراسلو وطاقات تلك القنوات والصُّحف التي بلغ بعضها من الكسل حَدّ تضمين تغطيتهم لحادثة الإنفجار صوراً يأخذونها من تويتر وفيس بوك ! ، ولعل من الأشياء التي تُحسب لصحف منها (المدينة) أنّها بدأت التغطية في وقتٍ مبكّر مقارنةً بزميلاتها وبأنّها اعترفت على صفحاتها في ذلك اليوم بأسبقية وفوز مواقع التواصل الاجتماعي بتغطية تلك الحادثة ، فيا إعلامنا العزيز أرجوك : استيقظ في المرّات القادمة مُبكّراً و شُكراً .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store