Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مرثية ناقصة !

نظرًا لهذا الكُساح العالمي، والضّمير الإنساني الميّت أمام ما يحدُث في "سوريا"، لم يتبقَّ للشّاعِر من شرفٍ إلاّ أن يرثي نفسه.. بقصيدةٍ ناقصةٍ!
(١)

A A
نظرًا لهذا الكُساح العالمي، والضّمير الإنساني الميّت أمام ما يحدُث في "سوريا"، لم يتبقَّ للشّاعِر من شرفٍ إلاّ أن يرثي نفسه.. بقصيدةٍ ناقصةٍ!
(١)
أحْضِر وَرَقَة، أحْضِر قَلَمًا، أحضِرْ طاولةً بثلاثة أرجُلْ، أحْضِرْ (......... من ذهبٍ) كي يُصبِح للموقف قيمة؛ أحضِر نومًا، أحضِر شَجْبًا لا يَشْجُبْ، أحضِر استنكارًا لا يَسْتَنكِر إلاّ ما لا يُنْكَر، أحضِر خُطْبَة، أحضِر خَبْطَة، أحضِر طَبْلاً، أحضِر زَفّة، أحضِر أُذُنًا طَرْشى، أحضِر كَفًّا فيها إصبَعْ، ولتكن (.........) يا ولدي أفْضَل.. ما دُمْنَا في (الشّرق الأوْسَط)..
(٢)
اكتُبْ "وِحْدَة" ثُمّ اشطبها، اكتُب "نَخْوَة" ثُمّ أعْرِبْهَا، أكتُب "رَمْلَة" ثم اشربها، أكتُب "شجرة" ثمّ احطبها، أكتُب "رِفعة" ثم اقْلِبْهَا، اكتُب "حُريّاتٍ شتّى" ثُمّ احْجُبْهَا، أكتُبْ ثَوْرًا اكتُب ثَوْرَة.. اكتُب (بَقَرَة) ثمّ احْلِبْهَا..
(٣)
ارْسُم "مجزرةً" من جَزَرٍ، ارْسُم "أشلاءً" منثورة، ارسُم "أمجادًا" مهدورة، ارسُم "أوطانًا" مسجورة، ارسُم "ثَكْلَى"، ارسم "قَتْلا"، ارسُم "يُتْمًا"، ارسُم "طاغيةً من عُهْرٍ"، ارسُم "صمتًا"، ارسُم "تَفْرِجةً" ببلاش، ارسُم "طَلْقَة" لم تُخطئ أحدًا منّا، ارسُم أمواتًا لم يَحْيَوا.. ارسُم أحياءً ما ماتوا إلاّ.. والموتُ حَيَاة!
(٤)
أعرب ما يأتي يا وَلَدِي - أو لا تُعْرِبْ -
لا تُشرَقُ شمسٌ في أرْضٍ إنْ لم تغرُبْ!
(٥)
قل للمآذن في حِمْصٍ وفي حَلَبِ
وفي دِمَشْقَ (وَدَاعًا) إنّنِي عَرَبِي
أحتاجُ منكِ "رثاءً" لا رِثَاءَ بهِ
فـ"الحيفُ" أصدق إنباءً من الكتُبِ
إنّ الكرامة قنديلٌ وقد.. كسِرت
منه الزُّجاجة.. يا ذُلّي وياااااتعبي
عامانِ في نشرة الأخبار أرقبُهَا
مجازرٌ نِصْفُهَا..... ما كانَ مُرْتَقَبِ
عامان في نشرة الأخبار أرقبها
تلك الدّماءُ التي سَالَت مَعَ اللُّعَبِ..
عامان في نشرة الأخبار أرقبها
تلك الثَّكالى.. وأرتالٌ من الكُرَبِ..
عامان في نشرة الأخبار أرقبها
سَحْقُ الجماجم.. لا عُذرٌ ولا سببِ
عامان والخيمة السّوداءُ مُطبقةٌ
صمتًا يُلعثمنا من شدّة الصَّخَبِ
حتّى لَبِسْنَا رداء العُريِ محتشمًا
صِدْقًا.. ولكنّهُ أعرى من الكَذِبِ
أجسادُنا لم تعُد في الدِّينِ واحدةٌ
وَلاَ العروبة (ياءُ) العزّ والنَّسَبِ
(٦)
انْتَهَتِ اللَّقْطَة
فَلْتَضَع النُّقْطَة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store