Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافة برامج رياضية..!

يخطئ من يظن ولو لوهلة أن الرياضة خارج نطاق الثقافة الإنسانية؛ بل هي جزء لا ينفصل عن حياتنا اليومية، والرياضة موروث ثقافي تناقلته الأجيال حتى تشكل في وقتنا الراهن إلى ألعاب وبطولات ومسميات مختلفة، لذلك

A A
يخطئ من يظن ولو لوهلة أن الرياضة خارج نطاق الثقافة الإنسانية؛ بل هي جزء لا ينفصل عن حياتنا اليومية، والرياضة موروث ثقافي تناقلته الأجيال حتى تشكل في وقتنا الراهن إلى ألعاب وبطولات ومسميات مختلفة، لذلك فإن الإعلام الرياضي بتعداد أطيافه ووسائله يلعب دوراً مؤثراً في مساندة الرياضة؛ بل إنه أعطاها زخما هائلا؛ ولاسيما في جانب النقل والتغطية عبر القنوات الفضائية التي باتت تتسابق في شراء حقوق نقل البطولات ومباريات كرة القدم على الوجه الأخص. وإن الباحث المختص والمتتبع بعين الرصد والتحليل العلمي يجد أن نسبة ليست بالقليلة من برامج بعض القنوات أصبحت تقدم مادة كالغثاء، وصارت تضحك على المشاهدين بإبراز مذيعين فاشلين لا حظ ولا نصيب لهم في الثقافة العامة والرياضية كذلك، وبمشاهدة مضامين تلك البرامج وأساليب مقدميها تأسف كثيراً للحالة الفاشلة التي وصلت إليها الثقافة البرامجية في الإعداد وكتابة النصوص وطريقة التقديم!
فمن مُقدِّم يَتعجرف على ضيوفه؛ ويطرح أسئلة وأجوبة في نفس الوقت، إلى مُقدِّم آخر يخلط العامّية بالفصحى، فلا هو الذي أتقن اللغة العربية الأم، ولا هو الذي تركها في حالها؛ فضلا عن سوء اختيار مادة الحلقة وضيوفها؛ الذين يتنقلون من قناة إلى أخرى في يوم واحد أكثر من مرة..! وفي ظل تلك العبثية البرامجية يتم -وهذا هو الأخطر- تأجيج الرأي العام؛ واختلاق الأكاذيب، وادعاء الحياديّة والموضوعيّة ثوبا تغطى به عنصرية تلك البرامج التي توقّفت عند أندية بعينها، لأنها خرجت في الأصل من عباءة رجال أعمال معروفين بتعصبهم لناد على حساب آخر!
إن ثقافة البرامج بحاجة فعلية إلى إعادة نظر عاجلة، وبحاجة إلى تدريب كوادرها على الإعداد وانتقاء الضيوف وحسن إدارة الحوار لما يرتقي بفكر المشاهدين ويسهم في تطوير الشأن الرياضي.
ولاشك إن الزج بالمبتدئين وضعيفي الموهبة في مجال الإعلام في ميادين الإعداد والتقديم لهو الكارثة الحقيقية على توجه الإعلام الرياضي الذي يسيّر فكر المجتمع الرياضي أو هكذا يفترض أن يكون!
علامات استفهام كثيرة تدور حول ثقافة الإعداد في برامج بعض القنوات الفضائية التي تحولت إلى مرتع يغذي التعصب والتطرف في الميول وممارسة الإقصاء لاختلاف في ميول أو توجه معين!
وكم نحن بحاجة أيضاً إلى إعطاء الفرصة للموهوبين من جيل الشباب لإظهار مواهبهم بدل الاعتماد على أسماء لم تقدم أي إنجازات تذكر سوى الظهور على حساب اسم القناة أو نجاح نهجها في جانب إخباري وبرامجي آخر..!
ختاما، يجب استثناء المميزين من المعدّين الشباب والمقدِّمين الذين أثبتوا في بعض الإذاعات قدرة لا تُجارَى في تقديم عمل إعلامي محترف؛ يفيد الرياضة ويحترم ذوق المتلقي أيا كان ميوله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store