الرهان على الغرب يفشل..!

مجددًا تجد قضايا الأمتين العربية والإسلامية صدودًا غربيًا لا مثيل له؛ فمن قضية مسلمي «مانيمار»، إلى الوضع في غزة الفلسطينية، وصولًا إلى ما يحدث في مصر الغالية من جدل سياسي عقيم حول الدستور، وقرارات الرئيس الدكتور محمد مرسي في ظل تدخلات الغرب غمزًا ولمزًا في الشأن المصري لا لشيء إلا لأن مصر الأبية عادت تقول للغرب وتحديدًا الولايات المتحدة كفى ظلمًا وتجنيًا وتمييعًا لقضايا أمتنا وتحديدًا ما يفعله الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءات أثيمة وانتهاك واضح لحقوق الإنسان الذي يدعي الغربيون صونها وحمايتها وهم الذين غضوا الطرف عما يفعله نظام الطاغية بشار الأسد في سوريا الحبيبة.
إنه رهاننا الفاشل على الغرب، سواء في دول الاتحاد الأوروبي أو أمريكا؛ وأقول الرهان الفاشل لأن الوقائع والأحداث المتتالية تقول ذلك، ولقد تبين لذوي الألباب أن الاعتماد على الغرب لن يحل قضايا المسلمين والعرب ما لم يصلوا بأنفسهم إلى حل يبدأ بالتعاون الصادق والشفاف في جميع المجالات السياسية والأمنية والثقافية والاجتماعية، ولا بد أيضا من وأد النعرات الطائفية التي يقودها حزب الله وأعوانه في بلاد العرب والمسلمين، ويتحتم على الدول الإسلامية والعربية نزع شوكهم بأيديهم، وطرد المنافقين من بلدانهم؛ المنافقون الموالون لأعداء الأمة، والذين يعيشون بين ظهرانينا بوجهين، أحدهما مداهن، والآخر كالح يتجلى في المصائب والمحن كموقف حزب الله من قتل الأبرياء من الشعب السوري على يد جزار طامع في الحكم بالقوة والجبروت والظلم!
وإذا أراد العرب والمسلمون تحقيق الأمن والسلام في ديارهم فعليهم أن يعتمدوا على الله ثم على وحدة صفهم، عدا ذلك فإن الغرب يلعب لعبة السلام والإرهاب بأساليب فيها الكثير من المراوغة والتزوير والمماطلة!
وأجزم أن الانفصال عن هذا الرهان الفاشل سيصنع لأمة العرب والإسلام قوة لم يعرفها التاريخ من قبل، فالعرب ودول العالم الإسلامي تكتنز مقدرات هائلة تمكنهم من تغيير موازين القوى في عالم يدّعي السلام ولا يطبقه؛ ويدعي الديمقراطية ويتجاهل مساندتها في تلك الدول.