في أوسلو

نعتذر للقارئ الكريم عن مواصلة الحديث عن معاناة سكان أحياء البوادي (2،1) شمال جدة مع مقاولي الباطن الذين أوكل إليهم توصيل منازل الحييين المذكورين بالشبكات الفرعية للصرف الصحي، وقد هرع نفر من سكان الحيين إلى مقر الشركة الوطنية للمياه، التي إذا ما قرأت رؤيتها المنمقة ورسالتها، المدججة بأفخم الألفاظ، تظن، وبعض الظن ليس بإثم، أنك والشركة تعيشان في "أوسلو"، أو في كوكب آخر، فعلاوة على طلبات الشركة التي يعوز بعضها المنطق من قبيل إحضار "كوشان البناء"/ الكروكي، أو التصريح، أقدم السكان منذ 30 سنة يقول لم أعد أملك الكوشان، لقد جرفته سيول جدة..!
إنهم طلبوا من عمنا الحصول على خطاب من شركة المياه، والذهاب للبلدية لإحضار صورة من تصريح البناء الموقر، ويقول هذا العم ألا يكتفون بصورة الصك، وبطاقة الأحوال، وفاتورة الماء؟ لماذا يسعون إلى تدويخنا السبع دوخات؟! في جميع بلدان العالم المتقدم، الأول يتم توصيل الخدمات في لمح البصر، وممّا زاد طين المشكلة بلة أن شركة المياه -يقول- أعطتنا قائمة بأرقام (5) شركات تتولّى عملية التوصيل من المنازل إلى مناهل الشبكة، وتكلفة ذلك (5000) ريال! على كل منزل بالإضافة إلى (5000) ريال تُدفع للشركة الوطنية زيادة على ذلك (200) ريال عن كل وحدة سكنية، ولا تشمل عقود الشبكة توصيلها بالمنازل.
إنها مسألة محيّرة، وإلى الآن لم يتجاوب أحد، لا من وزارة المياه لتبيين حقيقة ما يجري، ولا من الشركة الوطنية، ولا حتى من هيئة مكافحة الفساد!! ألا يكفي أن الناس صبروا زهاء ثلث قرن لكي ينعموا بخدمة الصرف الصحي، بعد أن شبع مقاولو الوايتات الصفراء تجار الـ(....).
ضوء:
"البيروقراطية تضرب بأطنابها في عقول بعضنا"..!