Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكروش والقروش !

من أين لك هذا؟!..

A A

من أين لك هذا؟!.. أربع كلماتٍ كفيلة بأن تجعل ذلك المسؤول كبيراً كان أو صغيراً يتوقّف ويُفكّر عشرات المرّات قبل أن يبيع ضميره ذات لحظة ضعف إنساني في سوق الضمائر المعطوبة، ودعونا من محاولة تلطيف الفكرة.. إذ ليس هناك فسادٌ لطيف أصلاً؛ ولنقرأ وقد قرأنا في إعلامنا الرسمي بالبنط العريض: مسؤول سابق في أمانة جدّة يستولي على حدائق عامة في شمال عروس البحر الأحمر مقابل مبلغٍ وقدره ست خانات وأكثر!، مسؤول آخر في إحدى الأمانات اعترف خلال تحقيقات معه في قضية فساد إداري ورشاوى حدثت في وقت سابق أنّ أحد الوزراء السابقين طلب 50 مليون ريال نصيباً له من أحد التلاعبات!.. شطبت المحكمة العليا صكاً مزوّراً لأرض تبلغ مساحتها 60 مليون متر مربع وتُقدر قيمتها حاليا بـ3 مليارات ريال بعد اكتشاف تزوير الصك الخاص بها من قبل كاتب عدل، مستعينا برقم (صك طلاق) كان مسجلاً بكتابة عدل لإتمام عملية التزوير والحكاية الأخيرة: عُمرها أربعون عاماً!!.. موظّف على (قَدْ حاله) يستلم منصباً فينمو كرشه وقرشه إلى درجةٍ لافتة وبشكلٍ غير طبيعي.. من حقّي كمواطن.. ومن حق الوطن الذي نحترق من أجله.. وتفور دماؤنا كلّما رأينا ما يخدش وجهه الجميل.. أن تكون هناك جهة رقابية تطرح على ذلك الموظّف هذا السؤال البسيط والبديهي: من أين لك هذا؟! نعم.. من أين لك هذا؟! أمّا أن يغيب هذا السؤال ولا نجد أثراً لتلك الجهة المهمّة.. فهذا ما لن يجعل مثل هذه الأخبار تختفي من على حبل غسيل صفحاتنا/ صفعاتنا المحليّة، إذ يجب أن نأخذ بالاعتبار أنّنا في النهاية بشر ولسنا ملائكة، لذلك من الطبيعي أن تُوجد نفسٌ بشرية ضعيفة ويوجد لصوص كما يوجد أُمَنَاء.. (أُمناء كصفة لا كمنصب)! هذا والله وليّ التوفيق (والتفويق).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store