Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الله المستعان يا جهاد الخازن

لا شك أن العمر المديد والثري في كتابات الأستاذ جهاد الخازن تدعوك للتقدير والثناء على المثابرة والتجديد.

A A
لا شك أن العمر المديد والثري في كتابات الأستاذ جهاد الخازن تدعوك للتقدير والثناء على المثابرة والتجديد. لكنك تعجب إلى حد التعب عندما يختزل الآراء السياسية مغلفة بآرائه وانطباعاته وقناعاته المؤدلجة، الخجولة من ذكر الرأي والرأي الآخر في أحيان عدة.
وجدناه يتكلم عن المعارضة الكويتية،ويتكلم عن منتحلي شخصية، ومنتحلي مطلب، رغم أن الحكومة الكويتية، والمحكمة الدستورية كانت أرقى في التعامل في عدد من الأوقات، وأوعى لجوانب المتغيرات، ولم تشأ أن تصادم الناس والقبائل، رغم اعتراضها على الموقف، وثباتها على رأيها، لكنها لم تستخدم لغة الاستهجان واستحقار المطلب، كما فعله السيد الخازن.
ثم جاءت نظرته الضيقة، وأسلوبه الذي تفر من أحرفه أبسط مبادئ الديموقراطية وفنون الصحافة؛ حيث كال الاتهام على مسودة الدستور المصري الجديد، وأنه من الإخوان للإخوان، متغافلاً عن كل القامات العلمية والقانونية في كافة التخصصات التي رسمته وأعدته بدقة، بل وقّعت عليه كل التيارات بكافة مسمياتها وأفكارها قبل الانسحاب!
إن من حق الأستاذ جهاد أن يعبِّر عن رأيه الحر كما يشاء، ويميل مع كِفَّةِ من يشاء، وأن يبرهن لنا الحقيقة في تقديره بما يشاء، لكنَّه وهو الصحفي القدير يعلم قبل غيره أنه ليس من حقه الإقناع بالشتائم، أو الإقناع بلا حقائق ولا مناقشات، إلا أن تكون الزاوية الصحفية للمواعظ السياسية، والمزايدة كسباً لأصحاب النفوذ والعلاقات، فهذا مما لا ندخل فيه مهنيّاً!!
إن على السيد (جهاد الخازن) أن يدرك أن التاريخ الطويل في فنون الصحافة لا يصيغه من شابت شعرات رأسه، بل من استخرج الحقائق ولو كان شابّاً يراكض الفرس العربي الأصيل.
إن الزوايا والمسميات ليست حجة لأحد من الجيل الصاعد، وركامات الأوراق ولفافات المقالات المترجمة من هنا وهناك وبعض الاتصالات بالمسؤولين والمرموقين السياسيين، كلها لم تعد حكراً لصحفي بارع مثله، فهي اليوم بالمجان في كل المحطات، وتتسابق لإخراجها كبرى القنوات، بل ربما استخرجتها من حيث لا يدري أصحابها كيف خرجت!
أرجو أن يراجع الأستاذ (جهاد الخازن) وأمثاله فنون الصحافة الحديثة، وألا يظنوا أنهم في الزمن القديم الذي يعرضون فيه ما جرى على طاولة الطعام مع مسؤول، أو في لقاء حصري مسجل في كاسيت مع رئيس، فهذا الزمان ولَّى، والحقائق فقط هي التي تشنِّف أسماع الأجيال المعاصرة، والحاضرة بوعي.
أما إن كانت القضايا بقايا حسابات مع مسؤولين هنا وهناك، فإني أذكره بعنوان الفيلم الذي يحب أن يستشهد به (غطيني يا صفية)!!
وعسى ألا يطول الاستغراق تحت الأغطية القاتمة ووراء الحجب المعتمة يا أستاذ جهاد، وربك المستعان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store