Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جازان يا هبة الرحمن للعاني

كانت سعادتي بالغة وأنا أتجهز للسفر لأول مرة في حياتي إلى مخلاف جازان، حيث قلاع الأدب، وأنهار الشعر، للمشاركة في حفل تكريم أديبها ومؤرّخها المعاصر السيد حجاب الحازمي، الحاصل على جائزة الأمير سلمان لدرا

A A
كانت سعادتي بالغة وأنا أتجهز للسفر لأول مرة في حياتي إلى مخلاف جازان، حيث قلاع الأدب، وأنهار الشعر، للمشاركة في حفل تكريم أديبها ومؤرّخها المعاصر السيد حجاب الحازمي، الحاصل على جائزة الأمير سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، وذلك بدعوة كريمة من معالي مدير جامعتها أ.د. محمد آل هيازع، فشكرًا له لتبنيه الاحتفاء بأحد رموز الثقافة والأدب في بلادنا، وشكرًا لما تقوم به جامعة جازان الفتية من دور كبير في رعاية المنجز الفكري والبحثي في المنطقة، وهو دور كبير قلما تقوم به عديد من جامعاتنا في الوقت الراهن. على أنني لست هنا اليوم في معرض الشهادة للجامعة، فإنجازاتها على الصعيد البحثي والأكاديمي شاهدة لها بالرغم من حداثة نشأتها، وذلك هو خير ما يتباهى به العاملون بجد، القاصدون تحقيق ما يرجونه من تنمية صادقة ومستدامة.
على كلٍّ ذهبتُ إلى هناك بقلبٍ مُتلهفٍ، وعقلٍ مُتشوقٍ، ونفسٍ عَطشى، وكان أن أرويت بعض ظمئي بسلسبيل القوافي، ونشَّطت شيئًا من ذاكرتي بعبق الحديث وعمق الخطاب، الذي تداولته مع صفوة من أدبائها الرائعين، الكرماء خُلقًا ونفسًا، من أمثال المؤرخ د.علي الصميلي الملحق الثقافي بصنعاء، والشعراء الكتاب إبراهيم طالع، وإبراهيم شحبي، وعلي الأمير، وأحمد عطيف، والحسن آل خيرات، وأحمد الحربي، وصالح الديواني، وموسى محرق، ومحمد حجاب، والرائع الجميل الباحث، والشاعر محمد زايد الألمعي، وآخرين لم تحضرني أسماؤهم، لكن صورهم لم تغب عن مخيلتي.
علاوة على الصديق الأديب، والكاتب الإنسان، المرتبط بجذوره في أعماق أرضه الطيبة، الدكتور حمود أبوطالب، الذي أكرمني بلطفه ورعايته، وكان بحق ممثلا قديرًا كريمًا لأهله وبني منطقته، تستنطق وأنت تسمع له عظمة المكان، وعلو كعب الإنسان، على ثرى ذلك المخلاف الأبي، المكتنز بعبق التاريخ، كيف لا؟ وجازانُ كانت -ولا تزال- واسطة العقد المعرفي بين الحجاز واليمن، فشكرًا له من الأعماق أصالة ونيابة، وما أجدر أن يتم تكريمه! ويقيني بأن جازانَ الإنسان والمكان لن يغيب عنها ذلك في قابل الأيام.
بقي أن أشير إلى أن من جماليات روح المكان والإنسان في جازان، أن تحوّلت بعفوية أصبوحة تكريم السيد حجاب، إلى أصبوحة تكريم لرفيق دربه المعرفي
أ.د. محمد الربيع، الذي حضر ليحتفي بصاحبه، فإذا بصاحبه يحتفي به، ويُكرَّمه أمام الملأ، وتلك خصيصة أخلاقية تعكس سمو روح المُحتفى به السيد حجاب، وصفاء سريرة المكان الذي ينتمي إليه، وتلك هي جازان التي هام بها السيد حجاب حين قال في إحدى قصائده:
جازان يا هبة الرحمن للعاني
يا لوحة ما لها في الحسن من ثاني.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store