التكلفة الاجتماعية للحوادث

ثمة تكلفة غير منظورة ملموسة للحوادث المرورية القاتلة التي تضجّ بها شوارع مدننا الكبيرة والصغيرة، والطرق السريعة المزدوجة والزراعية غير المزدوجة لا بل في داخل الأحياء المكتظة بالسكان فهناك حوادث قاتلة لم نشهد لها مثيلاً في دول أكثر اكتظاظاً.
من الإحصائيات التي ناقشها برنامج "صباح العربية" السبت 29/12/2012هـ مع مختصين جاءت الارقام هكذا: (1537) حادثاً يومياً، (20) حالة معدل الوفاة، (73%) من قتلى الحوادث هم دون سن الأربعين من العمر أي مرحلة الاثمار والعطاء.. التكلفة الاقتصادية لهذه الحوادث المميتة تناهز 20 مليار ريال سنوياً.. وعند تأملنا في هذه الإحصائية ألفينا أن ثمة تكلفة اجتماعية غير منظورة تتمثل في رعاية الناجين من فكّ الموت لكنهم وقعوا في فكّ الإعاقة الدائمة مما يتطلب رعايتهم الدائمة في نطاق أسرهم أو في نطاق مؤسسات الرعاية الاجتماعية كمراكز التأهيل الشامل التي يقضون فيها بقية عمرهم إلى أن ينقضي أجلهم، ولا أدري لماذا ننظر فقط للتكلفة الاقتصادية للحوادث ولا نلقي بالاً للتكلفة الاجتماعية وتداعياتها النفسية على المصابين وذويهم.
والسؤال الذي ما برح يبحث عن إجابة أو إجابات مقنعة وعلمية.. كيف لنا أن نسيطر على شوارعنا، ونكبح جماح التهور، ونعيد الانضباط للسلوك المتفلت على نحو يحمي طاقاتنا البشرية من الوقوع فريسة للحوادث الكارثية.. ولعل ظهور وسائل النقل العام الآمن والسريع يسهم في تقليل حركة النقل الخاص ويقال أن لدينا في المملكة (17) مليون مركبة.. مقاربة لعدد السكان!! الصّين فيها (11) مليون مركبة، وعدد سكانها مليار وشوية الله الحافظ.. والعهدة على الراوي.
** ضوء **
"قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها".