Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الزعامة الاستثنائية.. وحقوق الوطن

في اللحظات الدقيقة والمواقف والأحداث الكبيرة والقرارات الأهم ، يتقدمنا قائد المسيرة رجل المواقف وصانع التاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ..

A A
في اللحظات الدقيقة والمواقف والأحداث الكبيرة والقرارات الأهم ، يتقدمنا قائد المسيرة رجل المواقف وصانع التاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله .. ولسنا فقط من يدرك صفات مليكنا ومبادئه وشجاعته وخصاله الأصيلة المنسجمة مع حكمته وإنسانيته العميقة ، وإنما أمته والعالم يقدرون ذلك في عبد الله بن عبد العزيز كشخصية استثنائية في مرحلة استثنائية من العالم وتحولاته وما يموج به من أزمات طاحنة ليجد قائدا كبيرا لوطن كبير يضرب المثل في صفات الحكمة ومواصفات الزعامة .نحمد الله على فضله العظيم علينا وطنا وشعبا بـ عبد الله بن عبد العزيز ، ودائما في اللحظات الأهم والطموح الأهم والتحديات الأصعب ، نتطلع بعد عون الله تعالى وتوفيقه إلى الرجل الشجاع والقائد الفذ ، فيثلج صدورنا بما هو خير ، ويضخ في نفوسنا العزة ولحياتنا الكرامة مستمدا العون والسداد من الله ، ثم بقوة إيمانه ونصاعة نفسه ورجاحة رأيه وشجاعة قراراته.وحديث خادم الحرمين الشريفين مفعم دائما بالصدق والمصارحة مثل عزمه وصدقه حفظه الله في الإنجاز وتوجيهاته الكريمة بما يكرس ويجذر هذه الصفات لدى كل مواطن وكل مسؤول .ويوم الأحد الماضي كان حديث خادم الحرمين الشريفين عبر مناسبة عزيزة تجسد الخطى الواثقة لوطننا ، وفي واحدة من أهم معالم مسيرة العمل الوطني وهي الشورى نهجا وممارسة ، حيث افتتح حفظه الله أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى ، وقد رصدت الكلمة الثانية السجل الحافل بالإنجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي والمواقف المشرفة للمملكة تجاه قضايا أمتها وإسهامها في استقرار العالم رغم الأزمة العالمية التي هزت اقتصادياته .الكلمة الضافية للملك المفدى -رعاه الله- تدعونا لوقفة صادقة للتفاعل واستلهام معانيها ، وقد تركزت التوجيهات الكريمة على نقاط أساسية مترابطة ومتكاملة أكد عليها ولي أمرنا رعاه الله: -أن الآمال والطموحات لا تحقق المنجزات إلا بالتوكل على الله جل جلاله ثم بعزائم أبناء هذا الوطن .- إن وحدة الوطن وقوته تفرض المسؤولية الجماعية في الذود عنه في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين ، وأن معيار كل مواطن على قدر عطائه وإخلاصه .-إن الكلمة أشبه بحد السيف بل أشد وقعا منه ، وقد أهاب ولي الأمر بالجميع أن يدركوا ذلك حتى لا تكون الكلمة أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الاتهامات جزافاً ، والكلمة بهذه المقاصد غير السوية تكون معول هدم.لذا أقول إن أخطر ما يهدد وحدة أي كيان وأي شعب هو النعرات والتحزبات والتصنيفات القسرية وماقد ينتج عنها من استقطابات توغر الصدور وتشعل شرر الفتنة والتنابذ ، وحقيقة لو تأملنا مصدر الخطر إن كان في الإرهاب أو الفتنة بكل أشكالها وفي أي بلد سنجده في نعرات الفرقة القبلية والعرقية والمذهبية وفي الانحراف الفكري والتحزب ولو بغير حزب ..ولاشك أن القبلية لاتعني الاعتزاز بالقبيلة كنسيج اجتماعي له أخلاقه وقيمه الجميلة وإنما في النظرة الضيقة على حساب الهوية الوطنية ، وهذا يستوجب استلهام دروس التأسيس وتوحيد الوطن على يد جلالة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- على أساس وحدة العقيدة ثم الانتماء الوطني ووحدة الأرض والإنسان ، وعلى هذا استقر الوطن ونما وقوي وتطور ليقدم أعظم نموذج لوحدة الإنسان والأرض في العصر الحديث .وإذا كانت دولة مثل أمريكا قد جمعت ولاياتها تحت علم واحد أساسه المواطنة ،يدرك مواطنوها جيدا أن بقاء دولتهم قوية موحدة يكمن في علو انتمائهم لبلدهم ، وأن الخطر الأكبر عليهم يأتي من الداخل بشرر العنصرية ، فما بالنا بوطن نهجه العقيدة السمحة ويستظل براية التوحيد وله مكانة عظيمة وهوية أساسها مكين، تمنح أبناءه عزة بعد عزة الإسلام.هذا يستوجب اليقظة الدائمة بأمانة الكلمة وموضوعية النقد والحذر من الاتهامات ومن ترويجها ،ونبذ أية نعرات خفية ومبطنة أو صريحة قد تطل في منتديات أو نقاشات جاهلية.. فالانتماء الوطني هو الأساس ، والمعيار هو التقوى والإخلاص ، والتقدير هو للأكفأ والأصلح وليس أي تصنيفات أخرى وغمز ولمز واتهامات تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف وثوابت هذا الوطن . قال تعالى :»وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store