Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السعودية لا تخبئ رأسها !

لا شيء يعدل الوطن، ولا شيء يعدل الأمن والأمان فيه. هذا ما كنت أفكّر فيه كلّما قادني الريموت لمشهد اللاجئين السوريين في الأردن أو في تركيا أو في لبنان..

A A
لا شيء يعدل الوطن، ولا شيء يعدل الأمن والأمان فيه. هذا ما كنت أفكّر فيه كلّما قادني الريموت لمشهد اللاجئين السوريين في الأردن أو في تركيا أو في لبنان.. بعد أن بِتّ أهرب من تلك المقاطع اليوتيوبيّة المروّعة التي تُصوّر فظاعة ووحشيّة نظام الديكتاتور "نشّار الجسد" إلى درجة إثارة مثل هذا التساؤلات: تُرى أين تربّى هؤلاء البشر؟! من أي ثديٍ رضعوا؟! وهل لهم أطفال؟! يحضنونهم ويحبونهم؟!!، بصدق لا يمكن أن يُلام من غادر وطنه واختار المنفى والملجأ عندما تحوّل الموكل بحفظ الأمن والأمان إلى مُخرج ومنتج ومموّل لـ"فيلم رُعب" حقيقي لا يُمكن أن تنتج مثل فظاعته ووحشيّته ودمويّته "هوليود"!، على المدفأة أكتب هذا الكلام وحولي أطفالي لا خوفٌ ولا جزع ولا جوع.. وعلى الشاشة أرى مشهد مخيّم الزعتري وقد غطّته المياه في الفترة الأكثر صقيعاً من السنة، يا ااالله الدرجة تصل عندنا إلى أدنى درجاتها الصفر المئوي.. و"العجز العربي" في أعلى درجاته أمّا "الضمير العالمي" فقد كان كما وصفهُ المُهَجّر - أحمد مطر -: "يشبه الضمير العالمي، دائماً يتفرج ساكتًا على ما يجري: باب المسلخ"!، الحقيقة لم يكُن يعزّيني على عجزي وقلّة حيلتي كمواطنٍ بسيط إلاّ شيئين، الأوّل: هو سيلُ دُعاء المسلمين الذي لم ينقطع.. وَأنّ الله - سبحانه وتعالى - وَعَدَ بنُصرة المظلوم ولو بعد حين، وبأنّهُ قريبٌ يجيبُ دعوة الدّاعِ إذا دعاه، والثاني: جسر مساعدات المملكة العربيّة السعوديّة الذي لم ينقطع منذ أَمَرَ خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - باعتماده،
بدءاً من الثاني من شهر رمضان ١٤٣٣هـ وحتى هذه اللحظة.. سواءً للإخوة اللاجئين السوريين في الأردن أو في تركيا أو في لبنان، وقد نُفّذَ حتى الآن أكثر من ٣٥ برنامجاً إغاثيّاً ومشروعاً إنسانيّاً بتكلفةٍ بلغت (٣٠٤,٤٥٨,٨٥٢) ريالاً، شملت هذه التبرعات والمساعدات والإعانات الجانب الغذائي والإيوائي والصحّي وغير ذلك.. وفقاً لظروف وحاجة أولئك اللاجئين، إضافةً إلى أكثر من اثني عشر برنامجاً ومشروعاً لا زالت تحت التنفيذ، وهذا ديدن بلادنا ولله الحمد مع البعيد قبل القريب، إذ طالما وقفت مع ضحايا الكوارث في كل مكان، تفعل ذلك بكل هدوء.. وترميه في البحر..
خاتمة القول:
اللهم انصر أشقاءنا في سوريا وخارج سوريا وأعدْهم إلى بلادهم وأعدْ بلادهم إليهم.. سالمين غانمين أجر الصبر.. ورأس ذلك الطاغية عاجلاً غير آجل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store