الإنجاز.. والتطوير في خطاب عبدالله بن عبدالعزيز

القرارات والبرامج والاستراتيجيات التي تنفذها الدوله يمكن تلمس نتائج البعض منها بشكل سريع.. بينما البعض الآخر يشكل جزءاً من بناء وتطوير المجتمع والمواطن السعودي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وفي غير ذلك من المجالات ستتحقق نتائجها وتأثيراتها على مراحل خلال السنين القادمة.. مثل المشاريع الصناعية الضخمة وتطوير النظام القضائي والتعليم الابتعاث.. كل هذه القضايا تطرق اليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطابه، يوم الأحد الماضي، أمام مجلس الشورى. ويجمع المواطنون والكثير من المراقبين عرباْ وأجانب على أن الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصية قيادية إصلاحية ذات رؤية مستقبليه تسعى لتطوير المواطن السعودي والمملكة العربية السعوديه لتحقيق النمو المستدام في ظل تطوير متواصل وبرنامج عمل دؤوب لتحقيق أحلام وأماني السعوديين في تبؤ مكانة متقدمه للمملكه وشعبها بين دول العالم. أشار القائد السعودي في خطابه إلى: “أن ما تحقق من إنجازات لايلبي طموحاتنا جميعاْ”.. بالرغم من أن التطور الذي شهدته البلاد في عهده شكل قفزة حضارية وإقتصاديه واجتماعية كبيرة.. وحذر من الغلو في إطلاق الأوصاف والأحكام عبر ما يقال وينشر لأن (الكلمة) كما قال: “أشبه بحد السيف، وأشد وقعاْ منه.. وإذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الإتهامات جزافاْ، كانت معول هدم”.. ورحب في الوقت نفسه بالنقد الهادف. وطالب المليك مواطنيه بأن: “لا يكونوا عبئاْ على دينهم ووطنهم”.. “بل أن يصبحوا جزءاً من منظومة التطوير والإصلاح.. في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين” ... “لذلك فدورنا يضاعف علينا المسؤولية المشتركة بين الجميع كل في موقعه، فالوطن للجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطن قامت أسسه على دعائم الدين”. ماهي المنجزات التي استعرضها الملك الصالح، عبد الله بن عبد العزيز ، في خطابه أمام مجلس الشورى في إفتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة للمجلس؟.. من أبرز هذه الإنجازات التي تنعكس داخلياْ على حياة المواطن ومستقبله، إقرار (الاستراتيجية الشاملة للتوظيف على مدى عشرين سنة)، وتقديم مساعدات عاجله تبلغ ملياراْ ومئة وستة وستين مليون ريال لصرفها على المستحقين المشمولين بنظام الضمان الاجتماعي، وافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بالمنطقة الغربية من المملكة لتكون منبراْ عالمياْ للأبحاث في مجالات العلوم والتقنية، وإنشاء جامعات جديدة في مختلف أنحاء المملكة بحيث وصل إجمالي الجامعات السعودية إلى خمس وعشرين جامعة، بدعم غير محدود لها.. بالإضافة إلى مواصلة برامج الإبتعاث إلى أرقى الجامعات العالمية ليتمكن الشباب السعودي من التخصص في المجالات التي يرغبون فيها أكان في آسيا أو أوروبا أو أميركا، ووصل عددهم الآن إلى سبعين ألف مبتعث.. ومن ناحية أخرى جرى تدشين عدد من المشروعات الصناعية في مدينتي الجبيل وينبع بلغ إجمالي استثماراتها حوالي مائة مليار ريال. وتواصلت عجلة التطوير في عهد عبد الله بن عبد العزيز، فشملت مرفق القضاء من خلال إصدار نظامي القضاء وديوان المظالم الجديدين، واستكمال تكوين المجالس القضائية، ودعم كل ذلك بإقرار مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء وتخصيص ميزانية لهذا المشروع بمبلغ سبعة مليارات ريال.. واستعرض خادم الحرمين الشريفين أمام المجلس بعض معالم ميزانية الدولة لهذا العام، والتي أرتفع الإنفاق فيها عن ميزانية العام الماضي بنسبة 14% ، حيث تم زيادة ما خصص لقطاع التعليم العام والعالي وتدريب القوى العاملة بنسبة 13% ، وقطاع الخدمات الصحية والتنمية الإجتماعية بنسبة 17% ، وقطاعات المياه والصناعة والزراعة بنسبة 30%، وقطاعي النقل والاتصالات بنسبة 24%. هذه الأرقام تبين حرص قيادة هذه البلاد على تحسين مستوى معيشة المواطن، ورفع درجة أداء المواطن عبر التعليم والتدريب والابتعاث، وتيسير العيش الكريم له.. وشمل الخطاب الملكي استعراضاْ للدور الذي قامت به المملكة أقليمياْ ودولياْ، وأشار إلى التقدم الأيجابي في عدد من الموضوعات المتعلقه بمجلس التعاون لدول الخليج العربية مثل الإتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة، والاتحاد النقدي، والربط الكهربائي، والدراسة الاقتصادية لسكه الحديد بين دول المجلس.. وفي مجال القضية الفلسطينية فإن المملكة بالإضافة إلى مساعيها لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، فإنها أستمرت في تقديم المساعدات المالية والعينية للفلسطينيين، وقدمت على سبيل المثال مليار دولار لإعادة إعمار غزه. وأشار خادم الحرمين الشريفين في خطابه إلى ما تحقق للمملكة من مكانة عالمية أكان في المجال الاقتصادي حيث شاركت في قمة العشرين الاقتصادية التي استهدفت مواجهة آثار الأزمة المالية التي ألمت بالاقتصاد العالمي. والإعتراف من قبل المؤسسات الدولية بتحقيقها إنجازات جعلتها تتصدر دول العالم في سرعة تسجيل الممتلكات العقارية حسب التقرير السنوي الذي صدر عن البنك الدولي الخاص ببيئة الأعمال لعام 2009، والمركز الثالث عشر دولياْ حسب تقرير بيئة الاستثمار الصادر عن مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي.. إلى جانب مواقفها الدولية الأخرى على مختلف المستويات والقضايا. ما قام به خادم الحرمين الشريفين من إستعراض واسع أشير إلى جزء منه في هذا المقال يجعل المواطن يفخر بقيادة من هذا الحجم وبهذا فكر وبهكذا إنجاز، ويطمئن إلى أن المسيرة نحو المستقبل تبشر بالخير الكثير، وأن بناء الأجيال القادمة سيتم، بإذن الله تعالي، بما يطمئننا إلى المستقبل القريب والبعيد، ويبشر بالكثير القادم من البرامج والاستراتيجيات والمشاريع التي ستحقق الآمال في تقدم هذه البلاد وشعبها بقيادتها الحكيمة.. وكما قال الملك في خطابه فإن ما تحقق من إنجازات قد لايحقق طموحات القيادة السعودية، ولكنه يبشرنا بأنها تسعى إلى أن تحقق أفضل من الشيء الجيد الذي تحقق..