Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الطرق.. ونقص الخدمات!

جميل أن تحظى بلادنا بشبكة من الخطوط البرية الممتدة لآلاف الكيلومترات، ورائع أن تكون تلك الخطوط سريعة ومستقيمة تتفق في بعض تفاصيلها مع المواصفات العالمية إلى حد ما.

A A
جميل أن تحظى بلادنا بشبكة من الخطوط البرية الممتدة لآلاف الكيلومترات، ورائع أن تكون تلك الخطوط سريعة ومستقيمة تتفق في بعض تفاصيلها مع المواصفات العالمية إلى حد ما.
لكن الأجمل أن يتم تزويد هذه الشبكة بمنظومة من الخدمات التي لا يستغني عنها سالكوها.. فمن أسف أن تُصاب هذه الإنجازات ببعض المنغصات فتصبح بعض الطرق مفازات؛ فكل من يتعرّض لحادث أو عارض صحي يجد نفسه في متاهة لا يعرف كيفية الخروج منها!
وها نحن نسمع بالإسعاف الطائر، وبتحوّل جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى هيئة، والواقع يُثبت أن الوضع باق على ما هو عليه من نقصٍ في الإسعاف، حيث التدخل البطيء في الإنقاذ وهو ما يعني ضمناً أن بعض الطرق لا يُمكن أن تُعد منجزات فضلاًً عن أن تُحسب كمعجزات (كما يطلق عليها منفذوها) بدون توفير الخدمات.
إن المفترض ألا تخلو مسافة ٣٠ إلى ٥٠ كيلومتراً من منطقة خدمات متكاملة للأشخاص والمركبات، وهو مقياس عالمي مطبق في العديد من الدول المتقدمة.
وفي الآونة الأخيرة تُركت بعض الطرق السريعة بعد تنفيذها بلا خدمات، مما زاد من حدة المعاناة، وبات المرء يشاهد حوادث تمثل في الحقيقة مأساة؛ فعائلة بكامل أفرادها تنتشر أجسادهم وتتوزع مقتنياتهم على أرجاء الطريق في غياب تام لمركز إسعافي أو تدخل إجرائي وذلك لأسباب عدة لعل من أهمها غياب الدور التكاملي بين الأجهزة المعنية، وكذلك عدم تغطية الطرق بكاميرات المراقبة التي يستخدمها العالم كله، ونتج عن ذلك طرقاً خالية من وسائل السلامة الهامة أدّى إلى أن ترزح في وضع كلاسيكي لا يرضي أحدا، فأنت ترى سيارة لأمن الطرق بين الفينة والأخرى، وتقطع مسافات تصل إلى عشرات الكيلومترات؛ بل ربما تصل إلى المئات ولا تكاد تبصر مركز إسعاف على جنبات الطريق!
وهنا نتساءل: لماذا لا نبصر تغييراً ملموساً على بعض الطرق رغم المليارات التي تنفقها حكومتنا الرشيدة عليها، ما يدفعنا إلى المناداة بإيقاف مشاريع وزارة النقل مؤقتاً وإعادة النظر فيها بحيث لا نسلك طريقاً إلا وقد اكتملت خدماته، وبات السير فيه آمناً يتمتع بكل وسائل السلامة، والتي من أهمها وجود المراكز الصحية الإسعافية، ويكفي ما مضى من قلة العناية بهذه الطرق لتحصد الأرواح وتهدر الممتلكات.. وأقترح دمج مراكز أمن الطرق بأخرى إسعافية كخطوة في الاتجاه الصحيح يرجى دراسته كحل مؤقت.
إن طرقاً بهذا الوضع - وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في تعبيدها وإزالة العقبات أمامها - لا يمكن أن تفي بحاجة السالك لها، وهناك إحصائيات مخيفة عن انتشار داء السكري في المجتمع السعودي توجب إقامة مراكز إسعافية على نحو مقنن.
كما يكفينا افتخاراً بالأرقام التي يتم نشرها من آلاف الكيلومترات من إنجاز الطرق، والواقع يحكي أن بعض هذه الطرق ليست إلا مفازة يشكر الناجي منها ربه ويحمده أن خرج منها سليماً معافى، ونكرر النداء بإيقافها حتى يتم تعديل وضعها وتحسينها وتزويدها بالخدمات المتكاملة.. فهل نطمع في استجابة لهذه النداءات؟!
همسة:
لا يفوتني أن أتقدم بخالص وعظيم الامتنان لكل الأحبة الذين تواصلوا معي مواسين ومهنئين بنجاتي وأفراد أسرتي من حادث انقلاب السيارة الذي وقع الأربعاء قبل الماضي، فلهم من الشكر أجزله ومن التقدير أكمله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة