Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«السعودية» بين الشفافية وحرب الأسواق

على الرغم من أهمية تحديث أسطول الخطوط السعودية، ووجود بعض الملاحظات لنا جميعًا على أدائها، سواء فيما يتعلق بالمواعيد، أو الحجوزات، وقلة الرحلات على بعض المناطق وغيرها، إلاّ أنه بات من الضرورة بمكا

A A

على الرغم من أهمية تحديث أسطول الخطوط السعودية، ووجود بعض الملاحظات لنا جميعًا على أدائها، سواء فيما يتعلق بالمواعيد، أو الحجوزات، وقلة الرحلات على بعض المناطق وغيرها، إلاّ أنه بات من الضرورة بمكان أن يكون لها ذراع إعلامية قوية، تتولّى الرد بشفافية ووضوح على الكثير من التقارير غير المهنية التي تحاول في بعض الأحيان الإساءة لهذا الناقل الوطني، من أجل مصالح منافسين آخرين، فيما بات يُعرف بحروب تكسير العظام من أجل السيطرة على الأسواق، كما يحدث في مختلف المجالات التجارية الأخرى. ولا شك أننا عندما نطالب بكيان إعلامي قوي للسعودية، فإننا لا نريد جهازًا مهمته فقط النفي والتجميل، وإنما يتمتع بالمهنية والاحترافية لوضع الأمور في نصابها الصحيح. ولعل ما دعاني إلى هذا الطلب أمران أساسيان: الأول ما نقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن موقع ألماني غير متخصص في مجال الطيران، يزعم أن "السعودية" تأتي سادس أسوأ شركة في مجال السلامة وأمان الطيران، في الوقت الذي يعلم الجميع عدم تسجيلها أي حادث لهذا السبب على مدى 20 عامًا أو يزيد. وأعتقد أن البيان الصادر من السيد كريس قليزر مدير عام السلامة بمنظمة الاياتا الدولية يدحض كل افتراءات الألمان، ويكفي أنه وصف التقرير بأنه تم على أسس غير متجانسة، ولم يعتمد على معلومات أو أسس علمية. ولا شك أن تفنيد هذا الأمر لا يحتاج إلى كثير من الأدلة إذ لو كانت بهذه الدرجة من السوء لما أجرت شركات الطيران الأخرى عمليات صيانة لطائراتها لدى السعودية.أمّا التقرير الثاني عن وكالة سلامة الطيران الأوروبية "الاياسا" بشأن الصيانة في الخطوط السعودية فقد أتى بملاحظات غير جوهرية بسيطة، يمكن تلافيها بقليل من الجهد والمال، وما كان الأمر يستدعى على الإطلاق تعليق الرخصة الممنوحة لها. وهنا أورد حرفيًّا بعض الملاحظات التى جاءت في التقرير، ومنها "تلوث سطح الهناجر الخارجية بالغبار، ووجود بقع زيوت على أرضية الهناجر، وعدم كفاية أرفف التخزين، والعثور على غبار وشبكات عنكبوتية وأتربة في المستودع الرئيس". وبحمد الله لم يتطرق التقرير إلى أي ملاحظات على الجوانب المحورية الهامة مثل: كفاءة الصيانة والأطقم الفنية، وجودة قطع الغيار، والعمر الافتراضي للطائرات. وإذا كنا نشعر بغياب الموضوعية في هذه التقارير، وأن وراءها محاولات محمومة للإساءة للناقل الوطني، فقد كان من الواجب التصدّي لها في حينها حتى لا يستغلها البعض للإساءة للخطوط السعودية، وهز ثقة المجتمع فيها، وما يترتب على ذلك من خسارة كبيرة للاقتصاد الوطني، وهذه المؤسسة العريقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store