Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوضع الصحي.. بحاجة لمراجعة عاجلة

هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وأمنية ترومها أعين المفتقدين لها؛ إذ هي بهجة الحياة فبها ينعم المرء ويسعد، وبفقدها - لا قدّر الله - تصبح الحياة نوعاً من الشقاء، فيراها المرء سوداء قاتمة لا

A A
هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وأمنية ترومها أعين المفتقدين لها؛ إذ هي بهجة الحياة فبها ينعم المرء ويسعد، وبفقدها - لا قدّر الله - تصبح الحياة نوعاً من الشقاء، فيراها المرء سوداء قاتمة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. تلكم الصحة التي يحرص عليها الإنسان، ويحاول نيل أسبابها باحثاً عن أعلى درجات الكمال فيها.
والناظر للوضع الصحي لدى كثير من مستشفياتنا تنتابه موجة من الاندهاش تبعث العديد من التساؤلات؛ فهي في وضع أجزم يقيناً أنه لا يرضي القائمين عليها فضلاً عن المرضى والمتعاملين معها.
نقص وافتقاد للمقومات، وتهالك في البنايات، في كثير من المستشفيات، شح في الكوادر وأدوية باتت نوادر، في أوضاع لا تتناسب وما تنفقه دولتنا الرشيدة من أموال وميزانيات، وما تم إعلانه في الميزانية الأخيرة تحديداً دليل واضح وشاهد على البون الشاسع بين ما أُعلن وما هو قائم.
وفي الأسبوع الماضي أقامت الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة ملتقى «الحياة الصحية» للتعريف بالمشاريع الجديدة والمعتمدة في ميزانية هذا العام رغبة منها في الإفادة من الآراء والمقترحات، في خطوة حضارية تنبئ عن شفافية ووضوح في الطرح والرؤية.
لكن الحقائق التي أوردها الملتقى تستوجب من القائمين على الوزارة إعادة النظر فيما يتم تخطيطه، وبخاصة بمنطقة هامة كمنطقة المدينة المنورة.
وفي تصوري أن الوزارة ليس لديها تخطيط استراتيجي مزمَّن للمناطق، وكان من نتائج ذلك عدم إنشاء المستشفيات بشكل دوري يتماشى مع التوسع الأفقي الذي تعيشه مدننا ومحافظاتنا؛ فمن غير المعقول أن تبقى مدينة المصطفى الكريم ولمدة تتجاوز ربع قرن من الزمان بلا إنشاءات لمستشفيات جديدة، في الوقت الذي اتسعت فيه أرجاء المدينة بمقدار لا يقل عن عشرة أضعاف!
ومن المؤكد أن الوزارة تعلم أن تأشيرات الزيارة باتت مفتوحة طوال العام، وأن عدد القادمين إلى المدينة المنورة يتراوح ما بين ستة ملايين إلى ثمانية ملايين زائر سنوياً، وهؤلاء تحتاج نسبة منهم تقديم الرعاية والعناية الصحية بأشكالها المختلفة، فضلاً عن تعرض بعضهم لحوادث وطوارئ صحية تستوجب نقلهم للمستشفيات وإشغالهم للأسرّة فيها.
إن العرض المرئي الذي تم تقديمه يوم الأحد الماضي كان شفافاً وصريحاً، ومع كون ما قُدّم يحمل بعض المُبشِّرات في نظر القائمين عليه، إلا أنه لا يرضي طموحات وتطلعات أبناء طيبة الطيبة، فسرير واحد لكل ألف مواطن لا يمكن أن يوفِّر الخدمة اللازمة، ويتعارض تماماً مع المعيار العالمي.
وبالعودة إلى المُبشِّرات التي وردت في الملتقى، فقد كان منها أن العدد سيتقلّص بحيث سيصبح 2.7 سرير لكل ألف مواطن، كما ستتسع غرف العناية المركزة وتتضاعف خمسة مرات، فالقائم حالياً لا يتجاوز 60 سريراً والمؤمل في المستقبل القريب سيكون 300 سرير، وقد حوت الميزانية في طيّاتها اعتماد حوالى ألف سرير إضافي شاملة مستشفى تخصصي بسعة 500 سرير، ومركز للأورام بسعة 100 سرير إضافة إلى إنشاء مستشفى الملك عبدالعزيز (400 سرير) والأنصار (200) سرير.
وقد خرجتُ بانطباع أن القادم سيكون مطمئناً بشرطين: الأول أن يتم الإسراع في تنفيذ هذه المنشآت بإيكال أمرها لشركات متخصصة، والثاني (وهو الأهم) أن يتم تزويدها بكوادر ذات كفاءة عالية، وحينها ربما يزول الخطر؛ فطيبة وأبناؤها والقادمون إليها يناشدون مقام الوزارة المزيد من العناية والرعاية لهذه البلدة المباركة، خصوصاً وأنها بذلت ولا زالت، ولكننا نطمع في بلوغ درجة من الكمال نؤمن بحرص الوزارة عليها، والأيام حبلى والأمل قادم ونحن بالانتظار.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة