الملك: الشعب أهم ما لدينا.. العدل يرضيهم

العدل من أسماء الله الحسنى، وهو وضع كل شيء في موضعه، ويعد أعلى القيم الإسلامية التي تحقق الأمن والاستقرار للفرد والمجتمع، وإقامة دين الله تعالى في الأرض، وقد أشار الدكتور إبراهيم المقادمة في مقالته: "العدل أساس الحكم" أنه إذا ساد العدل في مجتمع من المجتمعات فإن الإنسان يعيش آمنًا في نفسه وعلى أهله وماله، وبالتالي يشعر بانتمائه الحقيقي للمجتمع الذي يعيش فيه، وفي ظل هذا الانتماء القوي من الفرد للمجتمع والدولة، تنمو الحاجة للدفاع عن كيان المجتمع والدولة مستعينًا بكل عضو من أعضائه.
يفسر السيد قطب الآية الكريمة: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل: 90)، أن العدل جاء يكفل لكل فرد وجماعة وقوم قاعدة ثابتة للتعامل فيما بينهم، لا تميل مع الهوى، لا تتأثر بالود والبغض، لا تتبدل بالصهر والنسب، والغنى والفقر، والقوة والضعف، إنما تمضي في طريقها تكيل بمكيال وتزن بميزان واحد للجميع.
الأدلة من الكتاب والسنة مستفيضة في الترغيب في العدل والإنصاف، قال تعالى "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا" سورة النساء (85). وما وجّه به خادم الحرمين الشريفين بإرساء قواعد العدل عندما أدّى القسم أمامه سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز خلال تنصيبه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء مؤكدًا "أن الشعب أهم ما لدينا وأن العدل يرضيهم"، هي رسالة للمسؤولين، فالمنافسة العادلة في الفرص لكافة فئات المجتمع، هي من القواعد الأساسية لإرساء مبدأ العدل.
همسة:
العدل خُلق كريم، وصفة عظيمة جليلة، محببة إلى النفوس، تبعث الأمل، ويسعد به الفرد والمجتمع، وتستقيم معه الحياة، ما وجد العدل في قوم إلاّ سعدوا، وما فقد عند آخرين إلاّ شقوا.
Salehefni@gmail.com