Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الآثار والاستثمار.. مؤتمرات وتوصيات!

شهدت محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة هذا الأسبوع مؤتمرًا نجحت جامعة طيبة وتميّزت في تنظيمه، أطلق عليه «المؤتمر الأول للسياحة والآثار»؛ بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة، وشهد أكثر من ما

A A

شهدت محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة هذا الأسبوع مؤتمرًا نجحت جامعة طيبة وتميّزت في تنظيمه، أطلق عليه «المؤتمر الأول للسياحة والآثار»؛ بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة، وشهد أكثر من مائتي ورقة عمل مُقدَّمة من علماء في مؤسسات ومراكز بحثية من مختلف دول العالم، تم تحكيمها، ونوقش منها أربعون بحثًا متميزًا وزعت على ثماني جلسات علمية، وخمس محاضرات رئيسة، وست ورشِ عمل، غطّت محاور المؤتمر الأساسية: آثار العلا وتاريخها، إدارة موارد التراث الثقافي، التراث العمراني، التنمية السياحية، وإقامة معرضٍ مصاحب.
والحق أن شكر الجامعة على هذا العمل واجب على كل المهتمين بهذا الجانب المهم من التاريخ والحضارة؛ التي توجب على جهات الاختصاص العناية وتفرض عليها الاهتمام.
وفي تصوري أن آثار العلا لم تحظ بالعناية المطلوبة، رغم اختيارها ضمن التراث العالمي مؤخرًا، لكن شيئًا لم يتغيّر إذا ما استثنينا المطار، والذي لم يعمل بالشكل الذي يُحقِّق لهذه البلدة التنمية المطلوبة، ولم يجذب لها السائحين من أبناء الوطن، فضلًا عن أن يجذب سائحين من الخارج (ولك أن تتخيل - عزيزي القارئ أن المطار لا يُجري سوى رحلتين في منتصف الأسبوع، ومن الرياض فقط، وبتكلفة أجزم أنها الأعلى).
وقد سبق لهذه الزاوية أن تطرّقت للعبث الذي تجده هذه الآثار من قِبَل البعض، فكان أن ناشد بعض أعضاء هيئة كبار العلماء بإيقافه بعد زيارتهم لها هذا الأسبوع، وأعلن سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن إنشاء برنامج للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وتكليف عدد من المتخصصين من ذوي الكفاءة بمتابعته ميدانيًا بالتنسيق مع المشايخ الأجلاء والمهتمين بالآثار، وهو تحرك محمود، وما نتمناه إضافةً إلى برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي هو حماية الآثار والمحافظة عليها واستثمارها بالشكل الصحيح الذي يرقى لأن يكون رافدًا من روافد الدخل للبلاد.
وقد اطلعتُ على توصيات المؤتمر والتي كان من بينها تشجيع الاستثمار، وأرجو ألا يعتب عليَّ القائمون على جهاز الآثار عندما أقول بأن المؤتمرين لم يوصوا بذلك إلا بعد أن شاهدوا -كغيرهم- قلة العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وكذلك إغفال جلب المستثمرين لها، وضعف البنية التحتية؛ وربما كان ذلك من الأسباب التي جعلت الكثيرين يحجمون عن الذهاب والاطلاع.
وهنا أقترح إنشاء قطار يوصل بين العلا والمدينة، ومن ثم عمل برامج سياحية للزوار الذين يتراوح عددهم ما بين ستة إلى ثمانية ملايين؛ فهذا الرقم يجعل العائد الاستثماري مجديا جدا؛ فلو قدر أن عُشر هذا العدد وفد للعلا، لكان الحال أفضل مما هو قائم بكثير.
أما ما ذكره المؤتمر في إحدى توصياته من ضرورة إيقاف التمدد العمراني فقد عاينتُ هذا شخصيًا وتألمتُ على الحال القائم هناك!
وقد أغفلت التوصيات الإشارة إلى أهمية تحسين وتوسيع المتحف الموجود حاليًا، ومنحه المزيد من العناية والرعاية، فهو يمثل رافدًا سياحيًّا مُهمًّا لآثار العلا.
وكم كان بودي أن يتم الإعلان عن المؤتمر الثاني بحيث يكون في بدر ثم الذي يليه في خيبر.. وهكذا.
مناشدة أخيرة للعناية بكل الآثار وتجنيبها كل أشكال العبث، فهي دليل حضارات وكنوز موروثات، والحفاظ عليها نهج راقٍ وسلوك واعٍ، وجلب الاستثمارات لها ضرورة حتمية تتطلبها الحاجة العصرية، فهل تفعل الجهات المعنية؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة