Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإنجازات الأمنية.. والأضواء الإعلامية

تبتهج النفوس وتكاد تعانق السماء فخرًا واعتزازًا بما يتحقق من إنجازات أمنية، ويكاد يصل الإنجاز إلى الإعجاز عندما يكون ذلك في غضون ساعات من وقوع الجريمة في غالبها لا تتجاوز 48 ساعة، وهو ما يُثبت علو كعب

A A
تبتهج النفوس وتكاد تعانق السماء فخرًا واعتزازًا بما يتحقق من إنجازات أمنية، ويكاد يصل الإنجاز إلى الإعجاز عندما يكون ذلك في غضون ساعات من وقوع الجريمة في غالبها لا تتجاوز 48 ساعة، وهو ما يُثبت علو كعب رجال أمننا، وبلوغ حسهم الأمني درجة رفيعة، ويؤكد أننا نملك نخبة من الخبراء في علم الجريمة.
وفي الآونة الأخيرة وقعت بعض الجرائم التي تسيء -مع بالغ الأسف- لبلاد الحرمين الشريفين، ومن المؤلم وقوعها في مدينة رسوله الأمين -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، ومكمن الألم أنها وقعت لزائر وزائرة تم اختطافهما وفعل الفاحشة بهما، وكانت خيوط الجريمتين ضعيفة إلى أبعد الحدود، لكن الحدس الأمني واستخدام الفرضيات والإفادة من أحدث التقنيات جعل رجال البحث والتحري في الشرطة المركزية في المدينة وشرطة ينبع يتمكنون من الوصول للجناة وفي زمن قياسي.
مثل هذا الإنجاز كان يفترض إبرازه إعلاميًا؛ ففي ذلك توثيق للمنجزات من جهة، وزجر لمن تسوّل له نفسه القيام بأي عمل إجرامي مماثل، ومن الملاحظ ضعف تسليط الأضواء الإعلامية بشتى وسائلها على منجزاتنا الأمنية بشكل عام وفي كافة المناطق.
وقد سبق لهذه الزاوية المطالبة بالتشهير بالمجرمين، وبخاصة أولئك الذين يستشري إجرامهم كمصنّعي الخمور والقتلة والسحرة والمزورين الذين تثبت إدانتهم بجريمتهم، ولكن للأسف مازالت معظم وسائل إعلامنا تنشر صور أجسادهم وتطمس وجوههم، في عمل لا يمكن تبريره، وهو ما جعل الكثير منهم يتمكن من العودة ثانية لهذه البلاد بعد انتهاء محكوميته.
كما أن تكريم رجال أمننا البواسل التكريم المستحق، له أثر كبير في نفوسهم؛ فالتحفيز مطلب للبذل والتفاني، وهو -في الغالب- معنوي، لكنه مؤثر جدًا وله مردود إيجابي.
وفي الثنايا خفايا، فكم أتمنى أن تلزم وزارة الشؤون البلدية جميع من يمتلكون محالًا تجارية أو أسواقًا عامة بتركيب الكاميرات، بحيث تصبح شرطًا من شروط إصدار رخص المحال، فلا رخصة إلا بوجود هذه الكاميرات.
ويحضرني مشاهد في دولة زرتها مؤخرًا وقد عممت فكرة هذه الكاميرات في جميع شوارعها، فباتت من أكثر الدول أمانًا وطمأنينة، وأتذكر جيدًا ما حدث لأحد الزملاء في تلك البلاد، وقد نسي جهازه المحمول في سيارة أجرة، فكان أن تم العثور عليه في دقائق معدودة.
ولا يفوتني أن أشيد بالتقرير الصادر والذي يثبت انخفاض معدل الجريمة بنسبة 36% وهو إنجاز يتدرج ضمن إنجازاتنا، بل يعد تقدمًا هائلًا في هذا المجال بالنظر إلى حجم النسبة والعدد الذي تم تقليصه.
إن استخدام التقنية الاستخدام الأمثل يوفر الوقت والجهد، فضلًا عن التوفير المادي الكبير في الجوانب الأمنية والاجتماعية وسبيل للوصول لأعلى درجات الأمان، وهو ما تسعى إليه وزارتنا الموقرة، ويهم جميع من تحتويه هذه الأرض الطاهرة.
وختامًا.. فإن المرجو من مقام وزارة الداخلية إيكال أمر تغطية جميع الطرق لدينا بالكاميرات؛ فهي سبيل للوصول للجناة والمجرمين، كما أنها رادعة للأشرار وزاجرة لضعفاء النفوس، فهل تعم هذه الكاميرات جميع أرجاء شوارعنا ومياديننا؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة