Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

للحوار بقية مع وزير الشفافية

هو بحق وزير الشفافية، فكم كان بسيطاً متواضعاً وخلوقاً وعظيماً وصريحاً معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة في حواره المفتوح مع المثقفين والمثقفات ضمن فعاليات معرض الرياض للكتاب، لقد تقبَّل كل الآراء والانتقادات بصدر رحب، وأمّاً المقترحات المطروحة فقد اعتمدها، ولكثرة المداخلات، ولإتاحة الفرصة لباقي المتداخلي

A A
هو بحق وزير الشفافية، فكم كان بسيطاً متواضعاً وخلوقاً وعظيماً وصريحاً معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة في حواره المفتوح مع المثقفين والمثقفات ضمن فعاليات معرض الرياض للكتاب، لقد تقبَّل كل الآراء والانتقادات بصدر رحب، وأمّاً المقترحات المطروحة فقد اعتمدها، ولكثرة المداخلات، ولإتاحة الفرصة لباقي المتداخلين من الحضور اقتصرت مداخلتي على ثلاث نقاط، وهي ليست كل ما أريد أن أوصله إلى معاليه،ولعلي في هذه المقالة أكمل ما أريد قوله في الشأن الثقافي. أولاً: رغم أنّ معاليكم لا يؤمن بتمايز الرجل على المرأة، لكن نجد المعرض الدولي للكتاب بالرياض أشعرنا نحن النساء بهذا التمايز بتخصيصه (30) ساعة من ساعات المعرض للرجال زيادة عن النساء، وأتمنى أن تكون في الأعوام القادمة كل ساعات المعرض للرجال والنساء معاً.ثانياً: إنّ من أهم ما يميز معارض الكتب أنّنا نجد عدداً كبيراً من دور النشر مجتمعة في مكان واحد فنجد فيها بغيتنا دون أن ننفق وقتاً وجهداً طويلين في البحث عما نريد، فمن الملاحظ أنّ مكتباتنا متناثرة ومتفرقة، وإذا أراد الفرد منا شراء كتاب يجوب مدينته من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى وسطها إلى جنوبها، وينفق أياماً عدة بحثاً عن كتاب، فلمَ يا معالي الوزير لا تنشئ وزارة الثقافة والإعلام مجمعات للمكتبات ودور النشر في كل مدينة على غرار معرض الكتاب، وتكون معرض كتاب دائم على مدار السنة، تجتمع فيها دور النشر السعودية، والأندية الأدبية والجامعات، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتكون بها قاعة محاضرات كبرى يناقش فيها الإصدارات الجديدة مع مؤلفيها؟ثالثاً: إنَّ الكثير من كتب تراثنا حققها المستشرقون، ونجد في هذه الكتب إسرائيليات وروايات ضعيفة وشاذة ومفردة وموضوعة وزيادات منكرة، وللأسف نجد بعض المفسرين والفقهاء يستشهدون بها، وهناك أحكام فقهية وفتاوى بُنيت عليها، فيا حبذا لو أنشأت وزارة الثقافة والإعلام هيئة تحقيق التراث تتولى مهمة غربلة كتب تراثنا من الضعيف والموضوع والشاذ والمفرد والإسرائيليات، ويتولى إعادة تحقيقها بالرجوع إلى أصولها علماء متخصصون من مختلف عالمينا العربي والإسلامي،وتقارن بالنسخ المحققة من قبل المستشرقين، فمثلاً كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد من أوائل ما ألف في الطبقات، وقال العلماء أنّه من الثقاة المتحرين.وهذا القول يعني أنّ ابن سعد كان يتحرى رواياته، وهذا يدعونا إلى التساؤل مادام ابن سعد من الثقاة المتحرين كيف ورد في طبقاته روايات ضعيفة، بل غير صحيحة وهي من وضع الزنادقة كرواية قصة الغرانيق التي ثبت بطلانها سنداً ومتناً وتاريخياً ولغوياً؟ومادام من الثقاة المتحرين كيف يورد في طبقاته ما أورده من رواية عن محمد بن عمر الواقدي أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى زيد بن حارثة، ولم يكن موجوداً، ورأى السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه… الخ…فهذه الرواية مرسلة وغير صحيحة سنداً ومتناً، فكيف ينقلها ابن سعد؟.ولست أدري هل نقلها ابن سعد بالفعل أم أضيفت إلى كتابه عند تحقيقه؟.فنحن نعرف أنَّه منذ سنة 1903م، عمل في نشر هذا الكتاب جماعة من العلماء الألمان، فأشرف عليه سخاو، وأعانه فيه هورفتز، ومتوخ وكارل بروكلمان، ومشوالي، ولبرت، وميسز ومستر ستين، ومن هؤلاء المستشرقين، مستشرقان يهوديان، هما هورفتز، وكارل بروكلمان، واليهود معروفون بدسهم وتزييفهم للحقائق، وبصورة عامة فإنَّ المستشرقين لم يكونوا أمناء في كتاباتهم لتاريخنا الإسلامي، فهل كانوا أمناء في تحقيقهم لتراثنا؟وكذلك كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري، وهو من المصادر الأساسية المطولة في التاريخ الإسلامي العام، وآخذ عليه ما أخذته على ابن سعد في إيراد روايات ضعيفة، أو غير صحيحة، فهو مُحدِّث قبل أن يكون مؤرخاً، فكيف يورد روايات مثل ما أورد من روايات باطلة، أو فيها زيادات منكرة مثل ما أورده من زيادة في رواية النعمان بن راشد الجزري عن الزهري، عن فترة الوحي، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد هم بالتردي من شواهق الجبال.والنعمان صدوق سيئ الحفظ، وقد تفرد بروايات ضعيفة خاصة فيما يتعلق بأول ما نزل من القرآن بعد اقرأ، فالزيادة التي أوردها في حديث فترة الوحي زيادة منكرة من حيث المعنى، لأنَّه لا يليق بالنبي المعصوم أن يحاول قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع له على ذلك، وكذلك ما أورده في تاريخه وتفسيره عن قصة الغرانيق، وكذلك ما أورده من روايات ضعيفة في تاريخه وتفسيره حول زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها.وأمثلة كثيرة لا حصر لها، وقد تتساءلون يا معالي الوزير هذه مسؤولية وزارات الثقافة في العالم الإسلامي بأسره فلمَ تحملينها لوزارتنا؟!وهنا أقول: إنَّ انتماء هذه الوزارة إلى مهد الإسلام، و اهتمام خادم الحرميْن الشريفين الملك عبد الله بالتراث، وتخصيص جائزة كبرى له، واعتماد البعض من علمائنا وفقهائنا السعوديين على تلك الروايات، وبناء أحكامهم الفقهية وفتاواهم عليها، كل هذا يحملها المسؤولية.رابعاً: إنَّنا ككتاب وأدباء نحتاج إلى رابطة تجمعنا وتعنى بشؤوننا، وتلبي احتياجاتنا ومطالبنا، وتدافع عن حقوقنا الأدبية والمالية.خامساً: سمعنا عن صندوق الكتَّاب، فمتى سيصبح حقيقة واقعة، فكما لا يخفى عن معاليكم أنَّ فئة الكتَّاب لا تجني من الكتابة ما يعيشها، بل هناك من يُنفق على الكتابة، ومن الكتَّاب من يموت مديوناً، ومنهم يمرض، ولا يملك ما يعالجه، وصندوق الكتَّاب بات ضرورة للكتَّاب خاصة المتفرغين للكتابة، وغير موظفين، فالصحف تتعامل معهم بالقطعة، ورؤساء التحرير هم الذين يقررون قيمة القطعة، أمَّا دور النشر فتعطي للمؤلف ما بين 10ـ 15% من قيمة الكتاب المباع، وهناك دور نشر لا تعطي لمؤلفيها مستحقاتهم، فلماذا لا تصرف الصحف لكتابها المتفرغين للكتابة رواتب، وتصرف معاشات لهم إن أصبحوا غير قادرين على الكتابة، ولأسرهم بعد وفاتهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store