Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عندما يكون الجار مسؤولًا..!

هناك أزقة وشوارع وطرقات بعض الأحياء مهملة، وكأنها تعيش في القرون الوسطى، وبها تجمعات للقاذورات والمياه الراكدة حتى أصبحت مرتعًا للقطط والقوارض والناموس وللحشرات..

A A
هناك أزقة وشوارع وطرقات بعض الأحياء مهملة، وكأنها تعيش في القرون الوسطى، وبها تجمعات للقاذورات والمياه الراكدة حتى أصبحت مرتعًا للقطط والقوارض والناموس وللحشرات.. ومن هذا المنطلق يتمنَّى سكانها أن يسكن بجوارهم مسؤول في البلدية -مثلًا- من الوزن الثقيل حتى يتحول هذا الحي إلى حي حضاري ومثالي ونموذجي، وتنال شوارعه وطرقاته التشجير الجميل والتفنن في زراعة زهور الربيع والخريف والصيف والشتاء..!
وبنعمة إقامة هذا المسؤول في هذا الحي سوف تختفي الحُفر والمطبات، وتتحول أزقته إلى شوارع عصرية يتم تزفيتها ورصفها تلقائيًا ودوريًا.. كما أن بعض مفتشي البلديات سيتواجدون في الحي طيلة أيام الأسبوع يتجولون في أسواقه وبقالاته يتابعون تاريخ انتهاء الصلاحيات ويتصيدون المخالفات..! وسوف تصبح المطاعم الشعبية في هذا الحي راقية وصحية بعد اختفاء المواد الغذائية المنتهية الصلاحية منها واللحوم الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وسوف نرى عمالة هذه المطاعم والكافتيريات- وقد زانتها الأناقة والنظافة، واختفت تداعيات الزكام والرشح وتنظيف الجيوب الأنفية وبعض الحركات -المقرفة- لديها، فالخوف من الذئب يجعل الثعلب في حذر دائم..!
وهناك من يتمنى أن يجود الله عليه ويسكن إلى جواره مسؤول في مصلحة المياه والصرف الصحي ليصبح انقطاع الماء في هذا الحي من النوادر في أشهر الصيف.. بينما الأحياء الأخرى تئن من الانقطاع المستمر لأيام وأسابيع، مما يؤدى إلى التهام رواتب الموظفين الساكنين به في شراء وايتات الماء بأسعارها المبالغ ًفيها جدًا..!
وآخرون يتمنون أن يسكن إلى جوارهم مسؤول في الشرطة لتجوب الدوريات في الحي تراقب اللصوص، خصوصًا وأن منزل بعض المواطنين قد سُرق ثلاث مرات في حالة غيابهم لحضور مناسبات أو عندما يسافرون في إجازة وعند عودتهم يجدون سكنهم وقد أصبح على البلاط..! إضافة إلى مراقبة المراهقين ممَّن يقومون بالتفحيط والتسابق بكل حرية في آخر الليل.! ناهيك عن الأسلوب غير الحضاري لأولاد الحارة الأشقياء والمتسلّطين (بالنبيلة) والحجارة في تفنن تكسير زجاج نوافذ المنازل، وأي إضاءة تظهر على حافة أسوارهم بحجة صيد الحمام والعصافير..!
وزيادة في النكال يزيّنون هذه الأسوار بالشخبطة والكتابة بعبارات وجُمل بذيئة ومُحْرجَة ومُخجلة مما يُكلِّفهم آلاف الريالات سنويًا في تجديد دهان هذه الأسوار، وإصلاح ما أعطبه أولاد الحلال..!
وهناك من يتمنى أن يَجبْر الله خاطره ويسكن إلى جواره مسؤولًا في شركة الكهرباء ليُخفِّف عنه عناء انقطاع التيار الكهربائي في أشهر الصيف، وليعفيه بعد الله من عَطبْ وخراب الأغذية والأجهزة الكهربائية.. نقول يا كريم العطاء ويا حنان يا منان!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store