Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل ننعي كثيرًا من شوارعنا وأحيائنا؟!

النموذجية هدف نبيل وغاية سامية، يسعى إليها الفضلاء، ويحرص عليها الحكماء؛ إذ هي السبيل لتحقيق ما يصبون إليه من الأمجاد والوصول لأعلى درجات الرقي.

A A
النموذجية هدف نبيل وغاية سامية، يسعى إليها الفضلاء، ويحرص عليها الحكماء؛ إذ هي السبيل لتحقيق ما يصبون إليه من الأمجاد والوصول لأعلى درجات الرقي.
وهي ليست محصورة في الأمور المعنوية، بل تمتد إلى الأشياء الحسية التي يعيشها المرء أو يعايشها، ويتمنى أن ترتقي إلى النموذجية؛ فحينها يشعر بالارتياح ويستمتع بالحياة.
والناظر لبعض شوارعنا يجدها تعيش حالًا بعيدًا كل البعد عن النموذجية؛ فهي في غالب أحوالها تغص بكم هائل من الحفريات وقطع من الخرسانات، وإن خلت من ذلك فلا أقل من مفاجآت أغطية الصرف الصحي التي لا تخلو من أن تكون بارزة أو منخفضة تصطاد عجلات السيارات وتسبب لها الأضرار والتلفيات!
والعجيب أن تلك الشوارع ربما تُعاد عملية سفلتتها، ولكن سرعان ما تلبث أن تعود لسابق عهدها بإجراء عمليات حفر أو مشروعات جديدة ليعود الكتّان كما كان!
وقد نادت هذه الزاوية قبل زمن بعيد بـ(مشروع احترام المواطن)؛ والذي يتلخص في وضع لوحات تنبيه قبل إغلاق أي شارع، ليتسنى لكل من يسلكه أخذ الحيطة والحذر، ولكن الواقع يقول: إن ذلك لا يزال يتم بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، بل والأدهى أنه لأمد غير معلوم!
أمَّا الناظر لبعض أحيائنا فإنه يصاب بشيء من الحيرة والذهول؛ فهي ليست بمنأى عن بعض شوارعنا، بل هي تخلو من المقومات الأساسية للحي النموذجي.
فالمفترض أن يكون في كل حي حديقة راقية، تصلح لأن تكون متنفسا لأهاليه، وعلى الرغم من الاشتراطات القاضية بذلك إلا أنها لا يتم تنفيذها، ليبقى الحي محاصرًا بالعمائر، أو الفلل الأسمنتية، التي تنعكس سلبًا على صحة الأهالي!
أمَّا المكتبات فلم أجدها في كثير من أحيائنا، وهذا يدل على عدم إعطاء مثل هذا الأمر الأهمية اللازمة، بل حتى مراكز خدمة الأحياء الاجتماعية تم تقليصها، وباتت ليست ذات جدوى، ومن أسف أن يكون عددها محصورًا لهذه الدرجة!
وفي الآونة الأخيرة تبنّت بعض أمانات المناطق فكرة ملاعب الأحياء، وبدأت في تنفيذها، لكنها لم تعمم، ووقفت عند عدد محدود جدًا، لا يفي بالغرض الذي أنشئت من أجله، ولا نعلم لماذا توقّفت؟!.
وفي نهاية المشهد، نجد أنه لا مناص من طرح السؤال: هل ننعي كثيرا من شوارعنا وأحيائنا النموذجية، والتي كُنَّا نتمنى أن نجدها ماثلة للعيان، خصوصًا في ظل الإمكانات التي تم توفيرها.. فبعض شوارعنا لا تمت للنموذجية بصلة، وبعض أحيائنا خالية من المقومات الضرورية التي يحتاجها قاطنوها؟!
والصورة الحاضرة أمامنا في بعض أحيائنا وبعض شوارعنا أجزم أنها لا ترضي القائمين على الشؤون البلدية ولا وزارة النقل، وهذا نداء عاجل لتدارك ما تعيشه تلك الشوارع والأحياء، وهي فرصة لقيام حملة في كل أمانة وبلدية لإزالة كل ما يشوّه شوارعنا، وتخليصها من كل ما يشوبها من مناظر لا تمت للتحضر بصلة.
وذات النداء موجه للبلديات بإقامة كل حديقة معتمدة في كل مخطط، وبالشكل الذي يعكس ما وصلت إليه بلادنا من تقدم، فتقام حدائق راقية تصلح لأن تكون موئلا لأهالي الحي، وربما تكون فرصة لاستضافة من يأتيهم في أرجائها.
وفي ذات السياق نناشد وزارة الثقافة والإعلام، وهي الحريصة دائمًا على إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب بشكلٍ سنوي، نناشدها مرة أخرى بتفعيل دور المكتبات في جميع مدن مملكتنا الغالية.
فهل نرى استجابات لتلك النداءات في القريب العاجل..؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة