آل مدني.. شكرًا

تلقيت مكالمة من معالي الأخ العزيز الدكتور غازي مدني وأنا في دبي، يدعوني فيها لحضور الحفل المقام على شرف سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وكان لي شرف العُجالة في إجازتي والحضور إلى المدينة.
ومساء الأحد الماضي أقيمت هذه المناسبة القيمة، التي جمعت نُخبة من وجهاء وأعيان المدينة المنورة، الذين عبّروا عن جميل وجزيل شكرهم وامتنانهم لآل مدني على هذه المبادرة الكريمة في إقامة هذا الحفل نيابة عنهم، ولسان حالهم يقول: شكرتُ جميل صنعكم بدمعي.. ودمع العين مقياس الشعور.
وبما أن المرء بالأخلاق يسمو ذكره فإن آل مدني معروف عنهم قِيَم الأخلاق الفاضلة النبيلة، والكرم الحاتمي، وليس غريباً عليهم ذلك، فهم من أهل المدينة الأخيار الشرفاء.. وهناك مثل يقول:- أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً.. فالجوار والقدسية صقلتهم وزادتهم خشوعًا ونبلاً وأخلاقًاً، فأنتجت عائلة آل مدني، خيرة الرجال الذين خدموا الوطن الغالي وما زال بعضهم يتبوأ أعلى المناصب، ويعمل بكل الحب والولاء والتفاني والإخلاص والتواضع الجمّ.. فهذه العائلة الكريمة متمسكة بمبدأ الشريف إذا تَقَوَّى تواضع، والوضيع إذا تَقَوَّى تكبَّر..!
لقد كان حفلاً قيّماً بمستوى من شرَّفه سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، ونجدها مناسبة لنُكرِّر ونُبارك لسموّه تعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة، ونقول له: هنيئاً لكم عملكم في الأرض الطاهرة والبقعة العظيمة المباركة التي تضم مثوى ومسجد أفضل خلق الله قاطبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخرج الأمة بأمر ربه من دياجير الظلام إلى عالم النور والهداية والسمو والرفعة.. أرض أولئك الذين أشبعوا الدنيا وأترعوا الخزائن بمفردات وكنوز الثقافة والعطاء الجم.. أرض التاريخ ومنابره وعاصمة الخلافة والثقافة الإسلامية.
وما تصرفكم الحميد وتواضعكم الجم في كسر البروتوكول وقدومكم إلى كل فرد من الحاضرين في هذا الحفل ومصافحته إلاَّ دلالة واضحة وتأكيد لما تتمتعون به من حسن ونبل أخلاق، مما جسّد السعادة والسرور وبوضوح على وجوه الحاضرين من أهل المدينة الذين يُشرِّفهم إهداءكم باقات الورد والدُّوشْ والنعناع واللمَّامْ والنوَامِى والعِطرَة الفوَّاحَة، مع يقينهم بأنك قد استقيتَ من والدك -حفظه الله ورعاه- المفاهيم الحقيقية للتعامل اللبق والأخلاق السمحة والشخصية الحكيمة والتواضع الجم.. فكل هذه الصفات جعلت من سموّكم رجلاً ناجحًا ومثالاً للقيادة الرصينة بجميع مقاييسها ومعاييرها.. فأهلاً وسهلاً ومرحبا بكم بين أهليكم وعشيرتكم.