بين الرياض والدوحة...لغة لا يفهمها إلا الكبار

ولي العهد الأمين سلمان الخير حفظه الله, حين زار قطر أكد للعالم كله انه مهما حاول ذوو الأجندات الخاصة النيل من مدى تلاحم شعوب الخليج فان كل محاولاتهم تذهب هباء, رسالة أرسلها ولي العهد بتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين في وقت مناسب جدا الى كل العالم ان الرياض وشقيقاتها الخليجيات وحدة تاريخ وحاضر ومستقبل.
الزيارة التي قام بها ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى الرياض الشهر الماضي, حيث التقى بولي العهد لمزيد من التشاور وتبادل الآراء, وبعد زيارة سيدي ولي العهد فان التأكيد المتفق عليه أصلا بين العقلاء على ان ما يشاع وينشر ممن نسميهم خفافيش الظلام الساعين الى تعكير صفو المحبة بين البلدين, وان المصير المشترك الواحد لشعوب الخليج خط أحمر لن يسمح لأي كان تجاوزه.
حين رأيت صور سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تبادر الى ذهني فورا ذلك اللقاء الذي جمعني مع سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخة موزة حفظهما الله والتي جمعتني بهما في لندن 2009, حين أهداني قلمه نظرت الى هذه القامة العربية والتواضع الذي رأيته منهما, حين أكدا سموهما على دعوتي لزيارة الدوحة والالتقاء بهم, دعوة رسمت على صدري نيشان فخر واعتزاز, لن يختلف اثنان ان قطر في عهد سموه حفرت اسمها على الخارطة الدولية وانتقلت نقلة نوعية, ما زالت الدعوة التي تلقيتها من سموهما حلما يراودني وشرفاً أسعى اليه .
لماذا هذا التركيز من خفافيش الظلام على إيقاع الفتنة بين الرياض وبين الدوحة؟ ان قوة تأثير الدولتين على الأحداث أمر لا يختلف عليه, حيث تأتي أساسا من شدة اهتمام البلدين بما يجري في المنطقة، العالم لم يعد يهتم وينخدع بالخطابات العصماء طويلة الساعات, وبكل أمانة هذه لغة لا يتقنها قادة الرياض والدوحة, فهم اعتادوا العمل بصمت من إيمانهم المطلق ان هذا واجبهم.
ثم مَن مصلحته الإساءة الى العلاقة بين البلدين او من تتأثر مصالحه ان ازداد الوفاق بينهما ؟خفافيش الظلام أكثر أنواع الكائنات الحية قدرة على الاتفاق بينها لتحطيم آمال الشعوب, من جعل العالم يرى ان العرب يشكلون خطراً على دولتهم المزعومة وان قتلهم للأبرياء في غزة مبرر بسبب خوفهم, من يدعي المقاومة في لبنان وهم بنفس الوقت محتلون لها فارضون سياسة فرق تسد, من ادعوا الإجرام في المنامة ثورة ورفضوا دخول العرب الى منامة العرب بحجة أنهم محتلون وناشدوا دخول الفرس فاتحين, من يدعي انه خط الدفاع عن العروبة في دمشق والوحيد المتبقي يلقي خطبا عصماء, من يدعي انه حامل راية إسلامية مختفيا وراء ادعائه حب آل البيت الأطهار, من ما زال لا يتقبل فكرة ان العرب هم من هدموا المدائن .
ان كلمة تسيء الى علاقة سعودي مع قطري ستخدم مصالح خفافيش الظلام, حين نقرا خبرا او معلومة او نشاهد فيديو مسيئا لنسال أنفسنا : لمصلحة من هذا ولخدمة من؟ بكل اختصار الجواب الأبسط بالتأكيد لا لمصلحتنا.