Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نوابغ الخليج.. في جامعة المؤسس

تقدمُ الشعوب وتطورها مرهون بكفاءات شبابها وقدراتهم ومهاراتهم وتحصيلهم العلمي ونبوغهم الإبداعي والذهني. هؤلاء الشباب هم ثروة الدول الحقيقية، وأي مجتمع شاب هو مجتمع واعد ذو مستقبل مزدهر وباسم، وأي مجتمع هرم هو مجتمعٌ قليل الفرص متجهٌ نحو الزوال والاضحملال.

A A
تقدمُ الشعوب وتطورها مرهون بكفاءات شبابها وقدراتهم ومهاراتهم وتحصيلهم العلمي ونبوغهم الإبداعي والذهني. هؤلاء الشباب هم ثروة الدول الحقيقية، وأي مجتمع شاب هو مجتمع واعد ذو مستقبل مزدهر وباسم، وأي مجتمع هرم هو مجتمعٌ قليل الفرص متجهٌ نحو الزوال والاضحملال. ويمكن وصف مجتمعنا الخليجي كله اليوم بأنه مجتمع شاب، لأن نسبة الشباب في هذا المجتمع أعلى منها في أي مجتمعات أخرى، خاصة المجتمعات الأوروبية التي تتسم بالهرم والشيخوخة تماماً كالقارة نفسها التي تسمى: (القارة العجوز). ذلك أن معدلات الإنجاب في دول الخليج مرتفعة للغاية تبعاً للمعتقد الديني والتقاليد الاجتماعية الموروثة ويضم كل ذلك إلى سعة ذات اليد والازدهار الاقتصادي دون سائر دول العالم واتساع الرقعة الجغرافية وقلة أعداد المواطنين. والكمّ وحده في هذه الدول ثروة في حدّ ذاته، فما بالك إن كان كماً وكيفاً؟ فالمشهد الثقافي والعلمي والفكري والأدبي والإبداعي كله تغير خلال عقود قليلة ماضية من المحدودية إلى الثراء ومن الإنغلاق إلى الانفتاح ومن ضيق الأفق إلى سعته، ومن ندرة المبدعين بل والمحلقين في فضاءات الفكر والإبداع والابتكارات العلمية إلى وفرة وفيرة في هؤلاء جميعاً بين الشبان والشابات.كل ذلكم بدا جلياً للعيان من خلال كل فعاليات: (الأسبوع الثقافي والعلمي السابع لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) الذي نظمته جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة بعمادة شؤون الطلاب فيها ابتداءً من 20/3/1431هـ.برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وبحضور ممثلين عن الأمانة العامة لمجلس التعاون وجامعات خليجية كثيرة شاركت في هذا الحدث الثقافي الهائل من الدول الست.وتقوم فكرة هذا الأسبوع الذي تستضيفه في كل عام جامعة خليجية مختلفة على إقامة مسابقات رفيعة المستوى بين طلاب وطالبات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الخليجية في فروع شتى كالشعر والقصة والمساجلة الشعرية والخطابة والفنون وقبل ذلك كله: حفظ القرآن الكريم وتجويده وحفظ الحديث الشريف إضافة إلى الابتكارات العلمية وسواها كثير.وتُشرِفُ على تلك المسابقات لجان رفيعة المستوى مشكلة من الجامعة المضيفة والجامعات المشاركة، التي تنظر في نتاج الطلاب على اختلاف أنواعه وتقدمه وتحدد الفائزين الثلاثة في كل فرع من فروع المسابقات سواءً كانوا طلاباً أو طالبات وكان شعار هذا الاسبوع في جامعة المؤسس لافتاً: (عطاء وإبداع.. إخاء وتنافس) إذ يشي هذا الشعار بأن الهدف الأسمى من هذه المنافسات هو إذكاء روح الإبداع والعطاء لدى الشباب في هذه الدول الشقيقة التي يربطها الإخاء. والإخاء لا يتعارض مع التنافس في ميادين العطاء والتميز.وكان هذا الشعار حاكماً لكل ما دار في هذا الأسبوع منذ اللحظة الأولى لوصول الوفود مشرفين وطلاباً وحتى مغادرتهم سالمين غانمين، محملين بما فازوا به من الجوائز والدروع وشهادات التقدير، ومحتفظين بذكريات جميلة للقاءات المودة والإخاء والصفاء مع إخوانهم من جامعة المؤسس الذين بذلوا لهم كل ما يستطيعون لراحتهم وسكينتهم. وهو ما عبر عنه كل رؤساء الوفود في اللقاء التعريفي الأول وما تلاه. صحيح أن جامعة الملك عبدالعزيز حازت على قصب السبق في مختلف المسابقات وحصدت أكبر عدد من المراكز الأولى عن جدارة واستحقاق، ناهيكم عن المراكز الاخرى الثانية والثالثة. ولكنّ الأهم من ذلك أن كان لها القدح المعلى في حسن التنظيم ودقته وانضباطه، منافسة في ذلك أرقى الجامعات العالمية دون أي مبالغة. وتوّج ذلكم بحفل افتتاح فخيم في استاد الجامعة العالمي، بهر جميع الحاضرين بفقراته الفنية عالية المستوى واستعداداته التي يندر مثيلها في منطقتنا العربية دون أي مبالغة أيضاً. كما اختتم ذلكم بحفل بهيج آخر هو حفل الاختتام خفيف الظل الذي كان فيه الطلاب والطالبات الفائزون والفائزات نجومه وأقماره الساطعة. أختم هذه المقالة بما بدأت به من التأكيد على أن خليجنا العربي بخير لوجود هذا الشباب المبدع المتميز المتسلح بكل المهارات التي تحتاجها الدول المتقدمة اليوم. وقبل ذلك كله المتسلح بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو سلاح لا يملكه الشباب الجامعي في كل الأقطار الأخرى. وقد ظهرت هذه المواهب والمهارات بجلاء في هذا الاسبوع التأريخي الذي نجحت فيه جامعة المؤسس أيما نجاح.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store