Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اختراعات ولكن ..!!

ما زالت بلادنا سوقاً رائجة ومستهلكة للاختراعات ومُخرجات ومُنتجات المصانع الأجنبية حتى أصبحنا لا نفيق من اختراع حتى نجد الآخر، وقد تطور شكلياً فقط، ولا يختلف كثيراً عن سابقه في أداء المهام.!

A A
ما زالت بلادنا سوقاً رائجة ومستهلكة للاختراعات ومُخرجات ومُنتجات المصانع الأجنبية حتى أصبحنا لا نفيق من اختراع حتى نجد الآخر، وقد تطور شكلياً فقط، ولا يختلف كثيراً عن سابقه في أداء المهام.! فبعضنا يغرم بالتغيير والبذخ في الصرف حتى السَّفهْ..! وأكبر دليل مطارداتنا لكل ما يستجد من اختراعات سواء الكمبيوترات أو الجوالات الذكية بأنواعها وغيرهم، حتى أن بعض البلدان التي كانت تشكو من ترنح اقتصادها وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس، نفضت عنها الكسل وانفتحت شهيتها للنهم، وتحركت الحياة الراكدة في شعبها وأصبح يعمل (كالبلدوزر)، فطورت صناعتها بالجودة التقنية الرائعة، وشاركت الآخرين في التهام جزء من الكعكة.
نحن نراوح مكاننا، وما زال بعضنا يتفنن في طبخ اللحم والرز بأنواعه.. نعم نحن شعب مُستهلك، ولم نحتضن بالقدر الكافي المخترعين والمبتكرين في مجتمعنا، وليس لدينا معامل أبحاث إلاَّ ما ندر، ولم نترك المجال للمستثمرين لإنشاء مصانع لهذه الاختراعات المطلوبة في ظل سياسة التطفيش المستأصلة التي يمارسها بعضنا، غير مبالين بل لا يهمنا أن يظل العالم الغربي والشرقي يتفنن في قيادة الدفة تقنياً ليبقى بعضنا مشغولاً في التشاجر والتلاسن حول فكرة قيادة المرأة للسيارة، وقفل المحلات وقت صلاة العشاء..!
وقبل فترة وجيزة أعلنت اليابان بأنها اخترعت شاحنات تسير في الشوارع والطرقات في بلادها بدون سائق، لتوفير القطاع البشرى.! ونحن كمستهلكين ومستوردين للتقنية الحديثة نقول: لو استوردنا هذه الشاحنات إلى بلادنا؛ لنا أن نتخيل كيف لها أن تسير في شوارعنا وطرقاتنا المليئة بالسائقين الأطفال والمراهقين، في ظل السماح لمن هم في الثامنة عشر من العمر وأقل في بعض الحالات بالقيادة..؟ وطبيعي هؤلاء غير ملمين بالثقافة المرورية وأصولها، ومعظمهم يتسبب في الحوادث المرورية.! ولمواجهتهم يحتاج المرء إلى أعصاب من حديد وبحلقة عَين وانتباه يفوقان المألوف.؟
ولذلك نقول لليابانيين قبل أن تصدّروا لنا مثل هذه الشاحنات، عدّلوا وضاعفوا الأسلاك والمكونات العصبية لريموتاتها، فسوف ترى هذه الشاحنات عَجب العُجاب في الفوضى المرورية وهَمجيَّة القيادة، من تداخلات وتعديات المراهقين من اليمين إلى الشمال والعكس، خلاف السير الحلزوني حول المركبات..! كما نتمنى ولمواجهة هؤلاء المراهقين برمجة وتخزين الريموت على أن يشمل بعض جُمل وكلمات وصِيغ للشتم باللغة العربية وبلهجة بعض المراهقين الشينة في مجتمعنا؟!
وأخيراً خوفنا أن تنسلخ هذه الشاحنات من الثقافة المرورية الراقية المتعودة عليها في مجتمعاتها أو يُصاب - ريموتها- بأزمة تلبك وارتجاج وجنون لا علاج لهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store