على بعد (ملِّ متر)

أعظم استفزاز هذه الورقة التي أمامك..
تغريك بالفراغ الأبيض، ويدك تشتعل شوقًا.
أيضًا الكلمة تعاملك بأشد أنواع الخبث أحيانًا..
تسقط في حضنك وتداعبك ويغشى عليك.. فتستيقظ..
ولا تجد غير بقايا حروف مبعثرة هنا وهناك..!
****
لا تستهويني تلك النصوص التي يعاد
تدويرها في كل منبر، تشبه الألعاب النارية
يستلطفها الجمهور عدة ساعات وتفقد ذاكرتها.
****
النص العظيم هو الذي يعاد قراءته
عدة مرات، حين توشك أن تصل إلى
نهايته يأتيك شعور بأنك لم تقرأه جيدًا
فتعيد الكرّة مرّة أخرى.
****
هناك كلمات تتحول إلى "مُخْرِج" محترف..
يُصوِّر النصوص إلى مشهد في غاية الدهشة..
يتركك في حالة انحياز للقاتل
عندما تكتشف في النهاية أن "الكومبارس"
هو بطل المسلسل الذي مات في بدايتهِ
ويشعر المشاهد بالغباء في الحلقة الأخيرة.
****
لا يهم المخرج تعاطفك أو غبائك
الحقيقة الأهم من ذلك أنه كيف استطاع باحتراف
أن يشعرك أنَّ هذا القاتل بطل الحكاية
وأيضًا تركك تشاهد جميع حلقاته
وغض بصرك عن محور الحقيقة.
****
انتبه من "مُخرج" الكلمات.. فهو لاذع ومخادع..
لا تحاصرك أفكاره وأشيائه المذهلة حتى لو تعاطف معك قليلاً.
****
أجمل "مُخرج" هو ذلك الذي يخاطب
عقلك ويشعرك بالانتماء والصداقة
حتى لو لم تكن تعرفه إلاَّ بصورته
المبتسمة فوق كل ما يكتبه لك.
****
مذاق أخير:
حاولت أن أكتب عن أي شيء لم أجد..
على بعد (مل متر) من السخرية توقفت!
في مخيلتي تدور جُمْلَة: "المغفل الجيد يثير ضجة من التفكير"
لكنني رفضت كتابتها..!

على بعد (ملِّ متر)

أعظم استفزاز هذه الورقة التي أمامك..تغريك بالفراغ الأبيض، ويدك تشتعل شوقًا.أيضًا الكلمة تعاملك بأشد أنواع الخبث أحيانًا..تسقط في حضنك وتداعبك ويغشى عليك.. فتستيقظ..