Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أنظمة العمل والأمن الداخلي

في كثير من الأحيان يكون العمل بصمت وعدم معاندة هو الخطوة الأمثل لتحقيق مصلحة الوطن ككل, علينا أن نتعلم دائما أن نسمع أكثر مما نتحدث, ما حصل مؤخراً أثناء تطبيق أنظمة العمل الناظمة لعملية وجود العمالة,

A A
في كثير من الأحيان يكون العمل بصمت وعدم معاندة هو الخطوة الأمثل لتحقيق مصلحة الوطن ككل, علينا أن نتعلم دائما أن نسمع أكثر مما نتحدث, ما حصل مؤخراً أثناء تطبيق أنظمة العمل الناظمة لعملية وجود العمالة, وتلك الانتقادات التي وجهت والافتراءات الشديدة التي بنيت, واضح أن هناك عدة جهات ساهمت في إثارة الفزع بين الناس, المواطنون المتضررون من وراء عدم التزامهم أصلاً, والمقيمون المخالفون للأنظمة, والجهل الذي يجعل البعض يتحدث فقط ليحرك فكيه, وبالتأكيد بعض الجهات الخارجية وأعوانها في الداخل ممن يتمنون أن نفقد نعمة الأمن والأمان .
لننظر لموضوع أنظمة العمل والحملة الأخيرة من وجهة نظر أخرى غير التي يتم تداولها من حيث الرسوم والكفالة والأعداد والتحويلات, فكل هذه الأمور على أهميتها إلا أنها ليست وحدها هي المهمة, إن وجهة النظر الاخرى هي من باب المحافظة على الأمن الداخلي للمملكة, ان هذه الأعداد الهائلة من العمالة غير المنتظمة وفي ظل الظروف التي تمر فيها المنطقة كلها وما تواجهه المملكة من تحديات كبيرة تجعلها كالقنبلة الموقوتة التي تعيش بيننا لا نعرف متى تنفجر ولا أين ولا بأمر وتوجيهات من.
في البلاد المحيطة بنا نرى أن بعضاً من أبناء البلد نفسه يعملون ضده, ويمارسون العمالة احترافاً, موالون لإيران وموالون لسوريا وموالون لإسرائيل وموالون لتنظيمات داخلية تسعى لقلب نظام حكم هنا او إثارة الفتن هناك, وهم يعيشون على أرض بلادهم فكيف ان عاشوا على أرض ليس بوطنهم ولا تعني لهم إلا أجوراً ورواتب وأرقاماً, لا أقول الكل ولكن في ظرفنا مع العمالة لو عنينا نسبة بسيطة سنجد أننا نتحدث عن رقم كبير ومخيف, من يعرفهم ويعرف انتماءهم وكيف دخلوا ولماذا دخلوا ؟ خلية التجسس التي قبض عليها لم تدخل المملكة بفيزا جاسوس, الموضوع يحتاج الى تمهل وتفكر وتدبر وتعاون مع الداخلية والعمل.
على سبيل المثال في الأردن الشقيقة وفي مخيم الزعتري حيث اللاجئون السوريون وجد من دخل معهم على انه لاجئ إلا انه مرسل من نظام الأسد نفسه, لإثارة الفتنة مع الأشقاء في الأردن او تصفية بعض اللاجئين وإرعابهم, فكيف بنا الآن في المملكة ونحن منذ عشرات السنين نستقبل الملايين لكننا أبدا لم نكشف عن قلوبهم.
عمالة في مؤسسات حكومية مهمة وفي بيوت رجالات مهمين وفي الشوارع بين العائلات والمواطنين دون تنظيم أو رقابة أو متابعة حثيثة كل هذا لطيبة قلوبنا ولأننا نعتبر أرضنا أرض المسلمين جميعا, لكن هناك من ليس على ديننا ولا على توجهنا ولا على محبتنا أو خوفاً على أمننا وأرضنا, أكرر وأقول ليسوا جميعا أبداً بل منهم من نعلم أنه يفدي تراب وطننا مثله مثل أي سعودي حر منتمٍ لوطنه ولقيادته, لكن يبقى الخوف من النسبة البسيطة التي على ارض الواقع رقم كبير جدا.
عامل يتقاضى راتب 500 ريال يتسلسل هنا وهناك, ويقبل الحياة بهذا الراتب على استحالتها تجعلنا نشك في سبب وجوده, هل يدعم من جهات أخرى؟ هل هو خلية نائمة تنتظر الشيفرة لإيقاظها؟ لا ضير في بعض من الخوف والريبة ان وجدت مراقبة حكومية ومتابعة أمنية لتجعلنا نقوي وطننا أكثر وأكثر ونزيد من منعته.
حماك الله يا ارض الحرمين الشريفين وحمى قائدك ملك وإمام العرب والمسلمين جميعا
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store